أكثر من اللازم..

يصف الفيلسوف “جيل دلوز” طبيعة علاقته وتعاونه مع “فيليكس غواتاري”: (نحن لم نتعاون كشخصين مختلفين، بل كنا أقرب ما نكون إلى تيارين سائلين يمتزجان ليصنعا تياراً ثالثاً شكّلنا).

في مختلف نماذج الصداقات أو العلاقات التي تجمع أطرافاً لا يتشابهون، بل يجمعهم الاختلاف و”اللاتشابه”، ثمة عنصر جذب يشدّها إلى معرفة أهم سمات التباين أو اللاتشابه.

تفضّل استخدام كلمة (التمايز) حين توصيف علاقة بين طرفين ندّين من حيث التميز معرفياً وثقافياً.. علاقة أثمرت على صُعدٍ إنسانية، أدبية، وفكرية..

فكرة التقائهم تبدو وصفة أكثر من مثمرة وناجحة لتحقيق عدم انغلاق كلّ طرفٍ على اختلافه مستوحداً معه.

حكاية صداقة وشراكة “جيل دولوز” مع “فيليكس غواتاري”، يمكن لها رسم ضوابط لتسيير كلّ علاقة يجمع طرفيها الاختلاف مع لحظ تنوّع المستوى المعرفي الثقافي في كلّ حكاية (اختلاف) مغايرة لهما.

يقرّ “غواتاري”: (كان ثمة سياسة اختلاف حقيقية بيننا، ليست طقساً، بل ثقافة عدم تجانس جعلت كل منّا يعرف بتفرّد الآخر ويقبل تفرّده)..

ألا يُفترض كي يستمر هكذا نوع من علاقات أن نمتلك القبول ذاته والقناعة ذاتها عن مفهوم الاختلاف..؟

أما عن حكايتها و”الاختلاف المحبّب” خاصتها..

فتعلم تماماً أنه لم يكن يعي حقيقة اختلافهما لدرجة تتطلب الاعتراف (بتفرّد الآخر وقبول تفرّده)..

كان يركّز على (مشتركٍ) جمعهما ونسي سواه..

بينما ركّزتْ على محاولة قبول الاختلاف أكثر من اللازم..

يبدو أنها دخلتْ في متاهة “لزوم ما لا يلزم”.

يجذبها الاختلاف..

اختلاف الآخر عنها..

لطالما رأتْ فيه نوعاً من إمكانية رؤية العالم من وجهة نظر مغايرة لنظرتها، وبالتالي امتلاك انفتاحٍ أوسع..

مع أنها تعترف في قرارة نفسها أنها لم تستطع مجاراة هذا الاختلاف في لحظات كثيرة، حتى النهاية.. أو حتى تكتمل حكايتها مع “الآخر” أو مع الاختلاف بحدّ ذاته.

في أحد نصوصه يشبه “دولوز” شريكه “غواتاري” ببحرٍ صاخب أفقه مثقلٌ بالضوء بينما يشبّه نفسه بالشاطئ الذي ينتهي إليه هذا البحر.. وربما شبّهه بمناسبةٍ أخرى (بالبرقِ الذي يشتعل في عاصفةٍ رعدية) ويشبّه نفسه (بواقية الصواعق التي تمتص طاقة البرق)..

يبدو لها.. أن سرّ استمرارهما سوياً كان أن عرف كلّ منهما كيف يصيد مزايا اختلاف الآخر عنه.. وكأنه الاختلاف الذي يرمّم النقص فيغدو اكتمالاً.

 

 

آخر الأخبار
دمج الأطفال بأنشطة حسية ولغوية مشتركة تعزز ثقتهم بأنفسهم     إغلاق مصفاة حمص وتحويل الموقع لمستشفيات ومدارس        لبنان في مرمى العزلة الكاملة.. "حزب الله" يسعى وراء مغامرة وسوريا ستتأثر بالأزمة    وزير الطاقة: تخفيض أسعار المشتقات النفطية لتخفيف الأعباء وتوازن الاستهلاك     الرئيس الشرع: الإدارة الأميركية تتفق مع هذه الرؤية   "مجلس الشيوخ" الأميركي يقرّ اتفاقاً لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد  درعا تعيد صوت الجرس إلى ثلاث مدارس   أميركا تخطط لبناء قاعدة عسكرية ضخمة قرب غزة بقيمة 500 مليون دولار  وسط صمت دولي.. إسرائيل تواصل انتهاكاتها داخل الأراضي السورية بهذه الطريقة  تعاون مرتقب بين "صناعة دمشق" ومنظمة المعونة الفنلندية  "التربية والتعليم" تعزز حضورها الميداني باجتماع موسع في إدلب 80 فناناً وفنانة في مبادرة "السلم الأهلي لأجل وطن"  خسائر بأكثر من سبعة ملايين دولار بسبب فساد في القطاع العام     ترامب يحذر الشرع من إسرائيل:  هل بقيت العقبة الوحيدة أمام سوريا؟   تنفيذ طرق في ريف حلب ب 7 مليارات ليرة  الكهرباء تكتب فصلاً جديداً في ريف دمشق.. واقع يتحسن وآمال تكبر السكك الحديدية السورية.. شريان التنمية في مرحلة الإعمار  بمشاركة سوريّة.. الملك سلمان يتحدث في مؤتمر "من مكة إلى العالم" جودة الخبز ورفع الجاهزية على طاولة التجارة الداخلية  "مهرجان تسوّق حلب".. عودة الألق لسوق الإنتاج الصناعي والزراعي