حينما كنا صغاراً كنا نستمع إلى إذاعة ” مونتيكارلو ” وعلى رأس الساعة يقول المذيع عبارته المشهورة عن النشرات الإخبارية ” غالباً قبل الحدث “، هذه العبارة تقودني اليوم إلى ملفات الفساد التي بدأت تفوح رائحتها في بعض المفاصل والقطاعات الاقتصادية والخدمية، وآخرها ملف المطاحن الخاصة والحبوب في حلب، وقبلها ملف محروقات في حلب أيضاً، إلى جانب ملفات ربما ستظهر رائحتها في القريب العاجل.
هذه الملفات التي تم الافصاح عنها ينطبق عليها المثل القائل ” اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب ” تضعنا جميعاً أمام مسؤولياتنا كجهات حكومية وأحزاب ومنظمات وهيئات وجهات رقابية على مختلف أنواعها، أين كنا حينما كانت ” المياه تجري من تحتنا ولاندري” أم هل كنا ندري وكنا نصمت لأسباب ..؟! أين هي الرقابة الوقائية في تلك الجهات، بل في كل مؤسساتنا وهيئاتنا، والسؤال الذي يطرح نفسه إلى متى سنبقى نجامل على حساب المصلحة العامة، ونضحي باقتصادنا الوطني من أجل تحقيق منافع شخصية.
اليوم مطلوب منا جميعاً أن نعيد ترتيب أوراقنا ونفعّل مبدأ الرقابة الوقائية قبل وقوع الحدث، فالمجالس المحلية والهيئات والمنظمات والنقابات والجهات الرقابية يجب أن تتحمل مسؤولياتها تجاه ما جرى وما يجري من كشف للملفات وتسليط الضوء على قضايا الفساد الإداري والمالي وتفعيل مبدأ المحاسبة الشديدة، فلا رحمة ولا رأفة بكل من تسول له نفسه العبث باقتصاد الوطن والمواطن.
السابق
التالي