الثورة _ فردوس دياب:
يعد التخطيط والتنظيم من أهم أدوات ووسائل النجاح بالنسبة للطلاب والتلاميذ، فالطالب الذي يخطط وينظم وقته وفقاً لإمكانياته وقدراته وظروفه الأسرية والاجتماعية، يكون أقرب إلى تحقيق النجاح والتفوق في عامه الدراسي، على عكس الطلاب الذين لا ينظمون وقتهم ولا يخططون لاستغلال جهودهم ومواهبهم بالشكل الأمثل والصحيح.
بعد مضي نحو شهرين على بدء العام الدراسي تفاوتت وتباينت آراء الطلاب حول هذا الموضوع، فمنهم من لم يفكر بهذا أبداً ويتعامل مع دروسه وواجباته كل يوم بيوم، ومنهم من قال بأنه من المبكر جداً لأن الامتحانات لم تبدأ بعد، وقليل جداً من قال بأنه يخطط وينظم وقته وجهوده ولكن لفترات زمنية محددة.
خطة ونهج
الدكتورة نسرين موشلي رئيسة قسم أصول التربية في كلية التربية بجامعة دمشق استهلت حديثها بتعريف التخطيط للعام الدراسي بأنه منهج وخطة يضعها الطالب بنفسه أو بمساعده أهله أو مدرسته من أجل الوصول إلى الأهداف التي يرغب بتحقيقها ( النجاح -التفوق) خلال فترة زمنية محددة وفق استراتيجية معينة تتناسب مع ظروفه وقدراته وطموحاته.. موضحة أن التخطيط للعام الدراسي بالنسبة للطالب له أهمية كبيرة في تحقيق النجاح في الحياة، فالتخطيط إضافة إلى التنظيم يعتبران عنصران أساسيان لضمان نجاح العملية التعليمية، وهو يعتبر أداة فعالة لتحقيق الأهداف وتنظيم جهود الطلبة بشكل فعال، وهو ليس شيئاً مستقبلياً، إنه شيء نفعله الآن من أجل المستقبل.. وأكدت رئيسة قسم أصول التربية أن التخطيط يساعد في تحديد الأهداف الواقعية ووضع استراتيجيات لتحقيقها، كما أنه ينظم الوقت والجهد ويحدد المهام والأنشطة المطلوبة والموارد المناسبة لتحقيق الهدف بأفضل طريقة ممكنة..
دور الأهل
وعن دور الأهل في تنظيم الطالب لعامه الدراسي، ذكرت، إن للأهل دوراً كبيراً في مساعدة أبنائهم على تنظيم وقتهم وتوفير كل الأجواء والظروف المناسبة لتطبيق ذلك، بعيداً عن الأجواء المشحونة والمتوترة والصاخبة التي يلعب فيها الوالدان دوراً أساسياً في تهيئتها كي تكون بيئة مناسبة يستطيع الطالب فيها تطبيق وتحقيق خطته الدراسية وتنظيم وقته..
رفع جودة التعليم
يؤدي التخطيط والتنظيم بحسب موشلي إلى تحسين التحصيل الدراسي للطالب، لأنه عندما يكون هناك خطة واضحة ومنظمة، يمكن للطالب تحديد الأهداف وتحقيقها بشكل أفضل، مما يؤدي إلى رفع درجاته الدراسية، وبالتالي تحسين ورفع سوية وجودة التعليم، وهذا ينطبق أيضاً على المدارس والمؤسسات التعليمية، حيث يؤدي التخطيط والتنظيم إلى زيادة كفاءتها وإنتاجيتها، فالمدارس التي تقوم بتنظيم وجدولة مناهجها وفصولها وعمليتها التعليمية وفق خطة منظمة وواضحة تشمل مواعيد الامتحانات والواجبات تحقق نجاحات أفضل بكثير من بقية المدارس التي تتجاهل هذا الأمر الهام، الذي يساهم في تحفيز المعلمين والطلاب على الالتزام بالأهداف المحددة وتحقيق أفضل النتائج، وهذا ما يصب في نهاية المطاف في تحسين جودة التعليم بشكل عام.
أفضل النتائج
وبينت الأستاذة في كلية التربية أن التخطيط للعام الدراسي بالنسبة لطلاب الشهادات يختلف عن بقية الطلاب لجهة الاهتمام والدقة والالتزام وتناول التفاصيل الدراسية بشكل دقيق، لأن المحتوى الدراسي لطالب الشهادات يكون أكثر صعوبة وكثافة، وبالتالي يتطلب تركيزًا وتنظيماً أكثر حيث يجب أن يكون الجدول الزمني للدراسة أكثر دقة وتفصيلاً في تحديد مواعيد المذاكرة والمراجعة والتدريبات والاستراحة والتحضير للامتحانات بشكل جيد لضمان تحقيق أفضل النتائج.. وختمت الدكتورة موشلي حديثها بالقول :إن التخطيط والتنظيم بالنسبة للطالب الذي يسعى إلى النجاح والتفوق يعدان عنصران حاسمان لضمان نجاحه وتفوقه في العام الدراسي.