الثورة – تحليل ريم صالح:
طوفان الأقصى في يومه الـ ٢١.. ورغم ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من سبعة آلاف فإن المقاومة الفلسطينية تُكبِّد العدو الإسرائيلي المزيد من الخسائر.. صراخ وهروب جماعي وإخلاء للمستوطنات.. صفارات الإنذار تدوي في كل مكان.. واختباء المستوطنين من رشقات صواريخ المقاومين الفلسطينيين، فلا قبتهم الحديدية، ولا أسوارهم المنيعة حسب اعتقادهم، وجحور اختبائهم ستغير من الحتمية التي تنتظرهم، فالنصر الفلسطيني، والاندحار الإسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية المحتلة قائم ومستمر على إيقاع صواريخ المقاومة وعملياتها البطولية.
هي الحقائق فقط تسلط الضوء على الحال الإسرائيلي المتأزم، فالخوف والهلع بين صفوف الجنود الإسرائيليين سيد المشهد، وما يقدمه إعلام العدو من إحصائيات تفيد بارتفاع حاد في عدد الجنود الإسرائيليين الذين يطلبون مساعدة نفسية، بل وأن الكثير منهم أعربوا عن معارضتهم العودة للخدمة في المنطقة الجنوبية، يبقى أصدق إنباء من كل عنتريات بايدن الزائفة، واللغة الغوغائية البروباغاندية التي يطلقها نتنياهو بين الحين والآخر عن هجومه البري، في حال حدوث توغل، كلنا يعي جيداً أن العدو الإسرائيلي وحده من سيدفع ثمنه.
كيف لا وهو الخاسر حتى الآن رغم كل غاراته، وصواريخه الفوسفورية التي تستهدف من الجو الأطفال، والنساء، وكبار السن لتحولهم إلى أشلاء، أو رماد، فكيف تستقيم له الأمور على الأرض إذن، وهي أرض الفلسطينيين أصلاً، أباً عن جد، ووحدهم من يعرف مسالكها، ودروبها، وحاراتها، وأزقتها؟!.
كيان الاحتلال يتخبط، ولا يعي حتى اللحظة ما هي الطريقة التي يمكن له من خلالها، أن يخرج من عنق الزجاجة، فلا هو قادر على العودة بالزمن إلى الوراء، أي إلى ما قبل السابع من تشرين الأول، ولا هو قادر على صنع المعجزات، ولو معجزة واحدة تغير من المعادلات على الأرض، وتمسح عنه غبار العار، وندبات التشوهات الانهزامية والأخلاقية.
الكرة لم تعد في ملعب الإسرائيلي حتى وإن حاول الأمريكي أن يتنكر بزي الحكم، وأعطى هكذا بدون أي وجه حق إيعازاته بركلات ترجيحية تستهدف الشباك الغزاوي، ركلات قد تؤجل من إعلان الهزيمة الإسرائيلية المدوية لبعض الوقت.
ولكن يبقى اللافت أيضاً أن الرفض الكوني للدموية الإسرائيلية لم يعد حكراً على الشعوب الحرة، بل إننا بتنا اليوم نسمع أصواتاً من الداخل الإسرائيلي وعلى منبر الصحافة من يقول لكيان الاحتلال كفى إجراماً.
جدعان ليفي هو واحد من أولئك الذين قالوا لحكام الكيان الغاصب أنتم الأكثر وحشية كقوة احتلال عرفها التاريخ على الإطلاق وميزتكم أنكم المحتل الوحيد الذي يرتكب المجازر ويقدم نفسه للعالم على أنه الضحية ووحدكم من يشرعن إراقة دماء الأطفال العرب عملاً بتوجيهات غولدا مائير.
بل وحتى المستوطنون هم الآخرون بدؤوا يتحسسون رؤوسهم، فالهلاك بانتظارهم لا محال، ونحو ٧٠ ٪ منهم يعارضون المزيد من العمليات العسكرية بحق الفلسطينيين، لا سيما وأن حكومة الاحتلال تبلغهم كل يوم بارتفاع أعداد أولادهم المأسورين لدى المقاومين الفلسطينيين.