الإدانات الدولية للعدوان الإسرائيلي على غزة تتواصل.. والدعوات لوقفه تتصاعد: مجازر الاحتلال تفوق حدود التصور الإنساني وواشنطن شريكة في جرائمه
الثورة- ناصر منذر:
في ظل استمرار جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة لليوم الثالث والعشرين منذ بدء العدوان الغاشم على القطاع، تتواصل المواقف الدولية المنددة بالعدوان، والمطالبة بوقفه فوراً، مشيرة إلى أن جرائم الكيان الصهيوني تجاوزت كل الخطوط الحمراء الإنسانية والعسكرية، وأنه لا شيء يمكن أن يبرر الانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي التي ترتكبها قوات الاحتلال، مؤكدة في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة شريك متواطئ في العدوان، وهي من تعرقل عمل مجلس الأمن على نحو متكرر، لإعطاء حكومة الاحتلال الضوء الأخضر للاستمرار في ارتكاب جرائمها الوحشية، مشددة أيضاً على ضرورة عدم التسامح مع ما يحدث في غزة.
ففي طهران، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أن حسابات الولايات المتحدة في المنطقة خاطئة ولن تحقق أهدافها في خلق شرق أوسط جديد، مشيرا إلى أن جرائم الكيان الصهيوني تجاوزت الخطوط الحمراء الإنسانية والعسكرية.
واعتبر رئيسي أن إخفاق الكيان الصهيوني في اجتياح غزة ليلة الجمعة، هو الانتصار الثاني بعد طوفان الأقصى، مشددا على أن الكيان الصهيوني لم يحقق أي إنجاز حقيقي بعد “طوفان الأقصى”، وهذا يعتبر إخفاقاً إستراتيجياً، وأكد على عدم قدرة الكيان الصهيوني والدعم الأمريكي على اجتثاث المقاومة الفلسطينية.
وفي هافانا أدان الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل بأشد العبارات القصف الوحشي الذي ينفذه كيان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وقتل أهله وتدمير منازلهم ومستشفياتهم وبناهم التحتية المدنية.
وشدد دياز كانيل في كلمة متلفزة اليوم على أنه لا شيء يمكن أن يبرر ما تفعله قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ولا شيء يمكن أن يبرر الانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي التي ترتكبها، لافتا إلى أن استخدام الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” ضد اقتراح يدعو ببساطة إلى هدنة إنسانية في غزة من أجل السماح بوصول المساعدات ليس مفاجئاً لأن واشنطن أدت تاريخياً دور الشريك للهمجية الصهيونية من خلال عرقلة عمل مجلس الأمن على نحو متكرر فيما يتعلق بفلسطين.
وأكد دياز كانيل رفض أي انتقائية تسعى لتجاهل خطر الإبادة الجماعية التي تمارس اليوم على الفلسطينيين ولإظهار الجانب الإسرائيلي وكأنه الضحية، وتجاهل 75 عاماً من العدوان والاحتلال والانتهاكات والإقصاء بحق الشعب الفلسطيني.
من جانبها دعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش العالم إلى التحرك لإنهاء معاناة الأهالي في قطاع غزة، مشددة على ضرورة عدم التسامح مع ما يحدث في غزة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن سبولياريتش قولها: إنه “من غير المقبول ألا يكون لدى المدنيين مكان آمن للجوء إليه في غزة وسط القصف المكثف”، مؤكدة أن “الحصار العسكري المفروض مع عدم الاستجابة الإنسانية الكافية لما يجري هناك خلف وضعاً كارثياً يجب على العالم ألا يتسامح معه”.
وفي سياق متصل، قالت الكاتبة الأسترالية كيتلين جونستون إن القاتل لا يحب أن يشهد أحد على جرائمه، وهذا تماماً ما تفعله “إسرائيل” بقطعها الاتصالات عن قطاع غزة، وإبقائها أهاليه في ظلام دامس يحيط بهم من كل الاتجاهات.
وأشارت جونستون في سياق مقال نشرته على منصة ميديام إلى أن “إسرائيل” كثفت قصفها على قطاع غزة الليلة الماضية، وإضافةً إلى قطعها الكهرباء والغذاء والمياه قامت أيضا بقطع الاتصالات، لتفصل أهالي القطاع بشكل كامل عن العالم الخارجي وتواصل مذابحها بحق الفلسطينيين دون أي شاهد.
وقالت جونستون: إن “إسرائيل” تدرك أكثر من غيرها معنى أن يتم تصوير ما ترتكبه من جرائم ومذابح بحق الفلسطينيين ونشره حول العالم، ولذا قامت بقطع الكهرباء والاتصالات لتواصل ارتكاب ما يحلو لها من فظائع تحت جنح الظلام ودونما شهود.
إلى ذلك شهدت مدينة نيويورك الأميركية وعدة مدن سويسرية الليلة الماضية وقفات تضامنية دعماً للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي الفاشي المتواصل على قطاع غزة.
ففي نيويورك خرج آلاف الأشخاص في منطقة بروكلين، في مظاهرة حاشدة، تعبيراً عن تضامنهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يتعرضون للقصف المكثف والمستمر على منازلهم وأحيائهم.
وفي سويسرا تظاهر نحو سبعة آلاف شخص في مدينة زيورخ، دعماً للفلسطينيين وللمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، فيما تظاهر ألفا شخص في مدينة لوزان، و1800 في جنيف، وأكثر من ألف في برن، مطالبين بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.