الملحق الثقافي-غسان شمة:
ما إن يذكر الشاعر نزار قباني حتى تتقدم قوافل الياسمين الشعري على عربات الإبداع الفني والفكري الذي ميز نتاج الشاعر باعتباره واحداً من أبرز الشعراء على خارطة الشعر السوري والعربي، ولا نبالغ إذا قلنا إن له حضوره الخاص على خارطة الشعر العالمي، ومن النادر أن تجد مهتماً بالأدب والشعر لا يحفظ شيئاً كثيراً أو قليلاً من شعره السلس، الذي تميز بطرح قضايا برؤية خاصة..
وبمناسبة الذكرى المئوية لمولد هذا الشاعر المبدع أقيمت العديد من الندوات والأمسيات التي حاولت مقاربة إبداعه بصور مختلفة.. ففي واحدة منها تحدث المشاركون عن إبداع وعالمية الشاعر نزار قباني باعتباره قامة شعرية سورية تخطت محليتها من خلال المستوى الفني والفكري الذي قدمه عبر مسيرة شعرية مميزة ومثيرة.
وقد قام أحد المشاركين بإلقاء قصيدة كتبها بعد رحيل الشاعر نزار قباني، ثم ألقى عدة قصائد له بهذه المناسبة.. مشارك آخر ألقى قصيدة جميلة من عيون الشعر النزاري، وتبعها بقصيدة له لها جمالياتها.. فيما ذهب المشارك الثالث إلى إلقاء قصائد من كتابته لا نظن أنها تتميز «بكثير» من رائحة الشعر ولا بعبيره الفواح على المستوى الفني خاصة في مناسبة كهذه وفي حضور تجربة شعرية كبيرة لقامة سامقة .. وبدا لنا أن الأمسية كلها قد أعدت على عجل مع تقديرنا لجهد المشاركين ونواياهم…
وبما أن الشيء بالشيء يذكر فقد تابعت أمسية قصصية، قبل فترة، استمعنا فيها إلى نماذج من القصة القصيرة جداً، كان البعض منها يتميز بفنيته، لكن بعد انتهاء أحد المشاركين توجه له أحد الحاضرين بإشارة إلى قصة تشبه قصيدة لنزار قباني، أو مستوحاة منها، فرد الرجل بشيء من الانفعال الظاهر بأنه لا يقرأ لنزار قباني…!
شاعر دمشق الجميل نزار قباني لا يحتاج إلى تعريف فهو سلة العطر الدمشقي في قوافل القول الموزون أو المنثور كخيوط ذهبية في نسيج قصيدة متوهجة كسرت الكثير من القيود الفنية والفكرية..
العدد 1165 – 31-10-2023