الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
منذ أن كان الإنسان العاقل والمفكر ،كان الانتماء إلى الأرض أو القبيلة أو المدينة ..
فما من أحد خارج الانتماء ولكن انتماء عن انتماء يختلف ..فمن ينتم إلى الإنسانية ببعدها الحضاري والقيمي غير الذي ينتمي إلى شرورها وآثامها ..
ومن ينتم إلى الوطن غير الذي ينتمي إلى سراب مخادع ..
في الأدب العربي منذ أن كان نجد ملامح الانتماء، فالشاعر الجاهلي الذي وقف على الأطلال بكى واستبكى، لم يكن يبكي حجارة وتراباً إنما يبكي المكان الذي كان فيه الوجود الإنساني الذي ينتمي إليه هذا الشاعر..
ألم يقل أحدهم:
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا ..
وأي إبداع أو فن أو علم لا ينتمي، فهو مجرد هباب تذروه نسمة واحدة.
بل يمكن القول إنه يموت فور خروجه إلى دائرة الضوء..
الانتماء الوطني والقومي والإنساني بكل معاني المصطلح يعني أنك ابن الحياة تدافع عن جمالها وقيمتها..
تدافع عن كرامة الإنسان أي إنسان ..
الانتماء جوهر الإبداع في ألوانه كافة، واليوم ونحن نتعرض للغزو الثقافي بكل ألوانه لاعاصم لنا ولثقافتنا ووجودنا وقدرتنا على الاستمرار إلا الانتماء الوطني والإنساني بمعناه القيمي والحضاري.
وعندما يكون انتماؤك للوطن تحصن حدوده وتشد بنيانه الثقافي والقيمي ولا يمكن لأي ريح عاتية أن تقتلعك من أرضك..
العدد 1165 – 31-10-2023