الثورة – ميساء الجردي:
ضمن متابعة مخرجات المرحلة الثانية من مشاورات (شمل ) نظمت مديرية شؤون دمشق بالتعاون مع اتحاد الجمعيات الخيرية جلسة حوارية تشاورية مع شركاء العمل من الجمعيات والمنظمات والفاعلين المجتمعيين لمناقشة الدليل الاسترشادي الخاص بالتطوع الذي يتم العمل على إطلاقه تحت عنوان شؤون مجتمعية للتشاور حول العمل التطوعي.
ركز المشاركون في الجلسة على الجوانب الإنسانية والمجتمعية للعمل التطوعي وانعكاسه على الأفراد المتطوعين أنفسهم وعلى المجتمع ككل. وناقشوا المعايير التي يعمل عليها المتطوعون في الجمعيات المختلفة بهدف الوصول إلى رؤية مشتركة لتنظيم هذا العمل بكل جوانبه بما يضمن حقوق المتطوع والجمعية أو المنظمة التي يشاركها العمل الإنساني.
مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في دمشق دالين فهد أكدت أهمية هذه الجلسة الحوارية
اليوم للوصول إلى مخرجات تطوير واقع البيئة الحكومية، والعمل على الأرض فيما يخص العمل التطوعي، وانعكاساتها من خلال الاستماع إلى رؤية ومقترحات المشاركين من الجمعيات والمنظمات غير الحكومية التي عُرض عليها الدليل الاسترشادي للعمل التطوعي الذي عمل عليه فريق التبسيط بهدف إطلاقه والعمل من خلاله، مشيرة إلى أن البرامج مستمرة، ففي الأسبوع القادم ستكون هناك جلسة ثالثة حول التعاون الدولي مع الجمعيات والمنظمات غير الحكومية.
من جانبه بين هيثم سلطجي عضو مجلس الإدارة في اتحاد الجمعيات الخيرية أن الحوار يعتبر مشاركة في عملية اتخاذ القرارات، ونقلة نوعية للتعاون بين وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والمنظمات غير الحكومية، وعليه فإن الجلسة اليوم لمناقشة تفاصيل مسودة العمل التطوعي الذي عمل عليه فريق تبسيط الإجراءات، وانبثق عنه وضع نظام تطوع يتضمن استمارة طلب التطوع، وعقد المتطوعين وميثاق العمل التطوعي، ومدونة سلوك المؤسسة بشكل عام والمتطوع بشكل خاص، كما تتضمن المسودة بنوداً تحدد ما على المتطوع من واجبات وما له من حقوق.
الدكتور منير عباس رئيس مجلس أمناء مؤسسة المواد البشرية أكد أهمية هذا الحوار الذي يأتي استكمالاً لمبادرة “شمل”، وذلك لمناقشة الدليل الإرشادي الذي أصدرته وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فيما يخص العمل التطوعي، وهذه فكرة جميلة لأننا توصلنا أخيراً لتنظيم العمل التطوعي في سورية وخاصة أن هناك علاقة بين المتطوع والمؤسسة غير منظمة تقوم على المعارف الشخصية في أغلب الأحيان، بعيداً عن أخلاقيات العمل المجتمعي لأنه ضمن الأطر لا يوجد عقد يحمي المتطوع، وليس هناك دليل استرشادي يساعد الجمعيات أو المؤسسات في تنظيم هذا الجانب.
لافتاً إلى أهمية هذا الدليل الحالي في تنظيم العلاقة بين المتطوع والمؤسسة والجهة التي يعمل لديها، فعلى الرغم من أن العمل التطوعي دون مقابل ولكن هناك بدل مواصلات واتصالات تقدم له بحيث يكون له أرضية بسيطة تضمن له عملاً لائقاً ضمن المؤسسة التي تطوع فيها.
وأكد الدكتور عباس على أن مؤسسة الموارد البشرية منذ بدايتها قبل 16 عاماً ضمت في أنشطتها الكثير من المتطوعين، وقد خرَّجت مئات المتطوعين وهم حالياً مديرون في شركات وبنوك انطلاقاً من رؤيتها بأن العمل التطوعي هو عبارة عن بوابة إلى سوق العمل.