يوسف جابر – كاتب لبناني:
عمليه “طوفان الأقصى” فتحت الباب مستقبلاً لتحرير الأراضي المحتلة بإلحاق هزيمة كبرى بالجيش المحتل الذي تحطمت أساطيره أمام قوة وعزيمة المقاومة.
أربع أسابيع على عملية طوفان الأقصى التي فاجأت الكيان الصهيوني بقوة وسرية نجاح تنفيذ العملية البطولية بالدخول إلى مستوطنات الكيان الصهيوني وثكناته العسكرية وأسر العديد من الضباط والجنود والمستوطنين وعدد من الأميركيين.
حيث كانت المواجهة مفاجئة في وقتها لأن الإسرائيلي اعتاد على البدء بالضربة الأولى والهجوم ، وفي الحروب الضربة الأولى لمن سبق.
مما جعل من الكيان الصهيوني يتخبط في الساعات والأيام الأولى لحين وصول حاملات الطائرات والبوارج العسكرية الأميركية ووصول الرئيس الأميركي جو بايدن على السرعة والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك والمستشار الالماني أولاف شولتس وبقاء وزير خارجية الولايات المتحدة في المنطقة لتأمين غطاء لجرائم الكيان العنصري الإسرائيلي في إبادة جماعية لشعب بأكمله وإلغاء عائلات بأكملها من سجلات القيود تنفيذاً لمشروع أعد سلفاً في المطابخ الصهيو أميركية وربما بل بموافقة من بعض العرب للتخلص من المقاومة الفلسطينية التي لها امتدادات على كافة محور المقاومة والممانعة وتنفيذ اتفاقيات للبعض بتنازلهم عن حق العودة لفلسطين ومقدساتها.
المشروع الصهيوني الأميركي هو تهجير الفلسطينيين من غزة هاشم الذي وصل تعدادهم لأكثر من مليونين وثلاث مائة ألف مواطن حسب الإحصاءات السكانية إلى سيناء وبلدان عربية وتفريغ المنطقة لاستكمال الاستيطان الصهيوني.
وما تفاجأ به الكيان الصهيونى القوة الصاروخية الهائلة عند المقاومة، التي تطلق صليات صواريخها ليلاً نهاراً وصولاً لتل أبيب وتحقيق أهدافها النارية بإصابات نزعت طمأنينة المستوطنين وشلت حركة الاقتصاد الصهيوني الذي ألحق بهم خسائر بعشرات المليارات من الدولارات حسب الدراسات التي تراقب إعلامهم ، مما جعلهم يتوسلون المساعدات المالية والعسكرية من أميركا والغرب وكما فعلت تركيا بتقديم سفينة خضار وفاكهة للجيش الصهيوني فلم يأمن المستوطنون البقاء ليعلنوا عنان الرحيل بالآلاف لعدم الاطمئنان بالاستيطان.
وقد أطل السيد حسن نصرالله متحدثاً يوم الجمعة في 3/11/2023 خلال مناسبة تأبين شهداء المقاومة الذين ارتقوا في شهادتهم على طريق القدس الذي توحدت حوله الكثير من الشعوب العربية لصدق خطابه بالعمل على تنفيذ وعوده بقتال ودحر العدو الصهيوني من أجل تحرير فلسطين وشعبها جنباً لجنب المقاومة في فلسطين التي تقدم أجمل الانتصارات بعزيمة وثبات، هذا جعل من نتنياهو وحكومته التحسب لألف حساب لأي مغامرة عسكرية في توسيع دائرة الحرب على الجبهة الشمالية لفلسطين أو الدخول إلى غزة لأن ذلك سيجعل من الحرب مفتوحة الساحات.
إن كلام السيد حسن نصرالله جعل قيادات الغرب المرتبط بالكيان الصهيونى يضربون أخماس بأسداس والتركيز إلى أصبعه خوفاً من إعطاء الأمر بالهجوم على الكيان الصهيوني المحتل المعروف بحكمته وإذا وعد صدق وهو الوفي بالتزاماته، فإن احتمال اندلاع حرب واسعة ربما ستتوسع لحرب واسعة التي أصبحت وشيكة بتسارع تحقيق مآلها وليست ببعيدة دون تحديد مدة زمنية.
أما نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال فإنه يسعى لإطالة أمد الحرب وقتل أكبر عدد من الشعب الفلسطيني بجرائمه اليومية الذي يرتكبها ستكون عليه وبالاً بلعنات التاريخ والمعاقبة أمام المحاكم باسقاطه من الشعب الصهيوني لعدم تأمين الأمن والسلام لهم وكما فعلت لجنة فينوغراد بإدانة سلفه المجرم أولمرت بحربه على لبنان في تموز العام 2006 لعدم تحقيق أي إنجاز عسكري ستلحق الهزيمة نتنياهو ويدان ويحاكم وهي بداية زوال كيان إسرائيل بتباشير إلهية عن قرب تحقق استعادة فلسطين ومقدساتها لشعبها وناسها صحب الإرادة الصلبة والقوية بانتصار دم الأطفال الأبرياء على أسلحتهم وجرائمهم وهذا سيخلد للتاريخ.
وقد نجحت المقاومة في لبنان في فتح الجبهة الشمالية بتشتيت القدرة العسكرية الصهيونية على جبهتين وعدم حصرها على جبهة غزة لتحقيق مآلها حتى لا تبقى قدرة جيش الاحتلال موحدة، بتزعزع قوتهم وفرار وهروب جنودهم من الخدمة العسكرية والمواجهة مع المقاومة في لبنان.
هنا إذا استمرت الحرب لمدة طويلة يجعل الأمور تتدحرج بتوسع الاشتباكات لعدة محاور قد تدخل بها قوى عظمة بمواجهة عسكرية، وهو ما يخشاه الغرب وامريكا لجرهما من قبل حكومة نتنياهو المأزوم ، والاكتفاء بما حصل بتبادل الأسرى وفتح حل الدولتين.
عودٌ على بدء سيكون 11 تشرين الثاني نقطة فصل لثلاث محطات حاسمة أولها الحادي من تشرين التاني مناسبة يوم الشهيد وسيتكلم بها السيد حسن نصرالله، والثانية: دعت المملكة العربية السعودية لعقد قمة عربية طارئة في الرياض من أجل إيقاف الحرب على غزة بالتزامن مع عقد قمة افريقيا عربية، والأنظار على صمود المقاومة في فلسطين واتخاذ قرارات دولية وتحرك عربي لإيقاف
الحرب الهمجية الإجرامية و إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه كاملةً.. النصر أصبح قاب قوسين أو أدنى و إن الصبح بقريب.