تحقيق – وعد ديب:
حالة من عدم الاستقرار والتوازن في الأسعار،الحلقة يشهدها سوق اللحوم الحمراء والبيضاء…لدرجة أن هذه المادة الغذائية المهمة باتت من منسيات الكثير من الأسر لاقتنائها على موائدهم واستبدالها بمرق الدجاج أو اللحمة الضارة بالصحة.
مشاهدات عديدة سجلناها في سوق اللحوم،وأدهشها عندما ترى الأغلبية من المواطنين ينظرون إلى الأسعار باستغراب وتبدأ المجادلة مع صاحب المحل بسبب الغلاء وتنتهي عند الأغلبية بعدم القدرة على الشراء، أما الأخير فمبرراته الغلاء من المورد وضريبة محل وأجور نقل وكل ذلك يحمل على المواطن.
انخفاض القوة الشرائية..
من يجول في أسواق دمشق وريفها يلاحظ انخفاض القوة الشرائية لدى المواطنين من مادة اللحوم رغم توفرها، ناهيك عن التذبذب بالأسعار بين يوم وآخر..فما بالك بين منطقة وأخرى.
تساؤلات كثيرة تدور حول واقع مادة اللحوم وارتفاع سعرها بشكل غير مسبوق.
تهريب الاغنام..
يؤكد على صحة ما نطرحه عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الحرفيين بدمشق رئيس المكتب الإداري والقانوني أدمون القطيش حيث يقول منذ أكثر من خمس سنوات مضت لاحظنا أن ارتفاع تكاليف مادة اللحوم مريب ونبهنا عبر وسائل الإعلام جميعها على ضرورة الحفاظ عليها، فالحرب والعقوبات الجائرة التي تعرضت لها البلاد أثرت كثيراً على هذا القطاع من جهة تهريب الأغنام إلى دول الجوار وارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة ناهيك عن ارتفاع أجور النقل بين المحافظات.
ارتفعت إلى الضعف..
ويتابع: مع بداية العام خرج الكثير من أصحاب المداجن والمزارع عن الخدمة نتيجة عدم تأمين المستلزمات للتربية ومنها المحروقات يضاف إلى ذلك انقطاع التيار الكهربائي وما بقي منها بالخدمة وبسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم توافر المتطلبات اللازمة للتربية سبب اتلافا كبيرا لمادة الدواجن والدجاج البياض وكذلك الأمر بالنسبة للحوم (تربية الحظائر) وكل ذلك أدى إلى تراجع إنتاج الثروة الحيوانية.
واليوم تتفاقم المشكلة بارتفاع سعر الصرف.. كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى ارتفاع الأسعار إلى أكثر من الضعف من بداية العام حتى الآن وفيما يتعلق بعدم تقبل المواطنين لاقتناء اللحوم المجمدة صرح القطيش بأننا لا نشجع على اقتنائها ولكن منذ أكثر من ثلاثة أشهر وهي تدخل إلى سوريةعن طريق التهريب، وما نعمل عليه هو متابعة استيراد اللحوم بأنواعها من دول الجوار وبطرق نظامية، ولكن ما لاحظناه أن الأسعار أعلى وإلى الآن لم نحصل على نتيجة تناسب الدخل لدينا.
وفيما يتعلق بوجود غش في مادة اللحوم واللعب بالوزن وغير ذلك من الأمور التي تتعلق بهذه المادة الحساسة
نوه عضو المكتب التنفيذي اتحاد الحرفيين إلى بعض من الحالات وتشمل زيادة نسبة الدهون بالبيع أوذبح نعجة وبيعها على أنها لحم خروف أوبيع لحم ماعز على أنه غنم عواس.
تجاوزات..
وعن التجاوزات التي تحصل بالمسالخ قال القطيش :يوجد مسالخ غير نظامية أفرزتها الأزمة وخاصة في المناطق العشوائية وهو ما نعمل على تنظيمه بإجراء التراخيص اللازمة لأصحابها إضافة إلى موضوع المراقبة على مادة اللحوم وذلك بالتعاون مع عدة جهات ومنها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بما فيها جمعية حماية المستهلك وكذلك مديرية الشؤون الصحية وذلك لمراقبة جودة اللحوم بالأسواق.
وأضاف :لدينا المسلخ الفني الذي يعمل على مدار الأربع وعشرين ساعة بإشراف أطباء بيطريين يقومون بفحص اللحوم قبل ذبحها مشدداً على أهمية وضع دماغة مسالخ دمشق على كافة اللحوم التي تذبح بعد اخضاعها للكشف الطبي والتأكد من سلامتها.
وحول ازدياد حالات غش اللحوم أوضح مصدر في مديرية الشؤون الصحية في دمشق بأن المديرية تقوم بمعالجة الشكاوى الواردة في البريد الرسمي والهاتف والواردة على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فوري، كما تقوم المديرية بجولات مفاجئة دورية وعشوائية بالأسواق حيث يتم تنظيم الضبوط اللازمة واغلاق المحلات المخالفة بسبب مخالفة الذبح خارج المسلخ وفرم كميات كبيرة من اللحوم وضبط لحوم مجهولة المصدر وكذلك مخالفة جمع نوعين من اللحوم إضافة إلى الإغلاقات التي تتعلق بعدم النظافة.
وفي جولة على الأسواق في دمشق لاحظنا زيادة بالارتفاع عن ريفها بأسعار اللحوم من 3000-5000 ليرة كفرق بالسعر للكيلو الواحد وكيلو الفروج المذبوح 33 ألف ليرة والدبوس 39 ألف ليرة وكيلو الشرحات 65 ألف ليرة والجوانح 30 ألفا للكيلو الواحد وكيلو سودة الفروج 50 ألفا، أما أسعار اللحوم الحمراء – كيلو هبرة الخروف 170 ألف ليرة وكيلو غنم مسوف 120 ألف ليرة-
لحم خروف بعظم (كتف ب95 ألف ليرة سورية والفخذ ب 85 ألفا ) وفيما يتعلق بأسعار لحم العجل فقد وصل سعر كيلو الهبرة إلى 130 ألف ليرة والشرحات منه إلى 120 ألفا والمسوف منه80 ألف ليرة.
وعلى الرغم من أن هامش الربح المسموح به لبائع المفرق وفق تسعيرة التموين من 7-13% إلا أنه لا يوجد التزام بها من قبل الباعة، ويجب أن نقول ما يحتاجه هذا القطاع الغذائي المهم تضافر كافة الجهات المعنية لتأمين مستلزمات الإنتاج لتصبح اللحوم في متناول الجميع.