الثورة – ترجمة غادة سلامة:
في الوقت الذي أظهرت فيه “إسرائيل” كل هذه الوحشية وكل هذا الإجرام من خلال عدوانها البشع في غزة، فإن المجتمع الدولي يفضل السير على طريق مزدوج خاص به. ومؤخراً، صوتت 120 دولة لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدعو إلى هدنة إنسانية في غزة.
ومن غير المستغرب أن تكون الولايات المتحدة واحدة من 14 دولة صوتت ضد القرار، وامتنعت 45 دولة أخرى، بما في ذلك أستراليا، عن التصويت. لقد أشارت كل من الولايات المتحدة وأستراليا إلى ذريعة “إسرائيل” كسبب لمعارضة القرار. فالولايات المتحدة التي تأسست على العنف الاستعماري والتطهير العرقي، فقد فسرت قرارها بالاعتماد على الذريعة الإسرائيلية.
إن هذا النموذج الإنساني الذي قدمته الأمم المتحدة هزلي، بطريقة مروعة. حيث يوضح تقرير الأمم المتحدة حول الوضع في غزة الضرورة العاجلة للمساعدات الإنسانية.
وفي الأمم المتحدة، تعتبر المساعدات الإنسانية مجرد مفهوم تمت مناقشته في أماكن مريحة في انفصال تام عن واقع الحرمان الناتج عن العنف الاستعماري الوحشي الإسرائيلي. إن الارتياح الذي يتحدث به الممثلون في الأمم المتحدة عن المساعدات الإنسانية، هو مجرد لعبة تستغل حياة الملايين التي هي على المحك.
ويتعين على الأمم المتحدة معالجة هذا التناقض. فمن الغريب والمثير للاشمئزاز أن توضح تقارير الأمم المتحدة مدى إلحاح الإغاثة الإنسانية، في الوقت الذي تتم فيه مناقشة هذه الإغاثة وتخضع لرفض “إسرائيل” الموافقة على تسليمها، ناهيك عن العائق الذي يسببه حلفاء “إسرائيل”.
المصدر – ميدل ايست منتيور