الملحق الثقافي- مي حبابة:
وهل غصت في دمعة عربون
وفاء أم الشهداء؟..
أم تركت مدينة تنوح بين العرب..
يا عرب
غزة المصاب
تجلت بالدماء الطاهرة
بنجواها تعسكرت لأجلها الأوتاد..
اغضبي أيتها الجليلة واخلعي التراب فثوبك الطهر عتاد الجهاد
و أطلقي الزفير كلما اختنقت عروبة
ومن يعرب فلا تشهقي
تنهدي وتنفسي بأكفانك البيض..
وحدك مَن لها العز..
وحدك الصمود بالدم وحدك العذراء الباقية ..
ملكة الشهادة والعزةِ الكبرياء..
يليق بك الحب ..فتألقي وتأنقي..
ولاتهملي ترابك طيناً محمولاً مواكب ومراكب
يامهد المعجزات..
يا يتيمة بين الأعراب..
مدنٌ تصلب على لوحك البراق..
فمعاذ الله أن تنحني
شموخك لن يضل سبيلا
تعزفه الساريات والمهندات
:ياعربية خضبت باسمها
تدفع النار بصدرها وحيدة وتشرق بالنكبات
ياغزةُ الأبيةُ
يا عمارةَ التكوين
يا أمَّ المدن الثكلى..
في مهدك يسوع ومهدنا بين القبلتين وصلواتك المقدسة
معراجاً صار كبيرا
ولك المصطفى بمصلاه
وعندك الطفل البريء وعندك الميلاد
لأنك الشمس الناطقة حبت إليك الدياجير تظنك المنالَ..
ولك الحياة..
وعلى صدرك الربيع..
نبتت أطفالك تئن من ذبح قبلة المشرقين..
تململي يافارسة من رقادك عندك القدس شفيعة الثريات
وعندك بيت لحم إن صرخ المهد دعيه حمامًا فوق الحجارة..
دعيه للغد..
دعيه في وطن كلُّ أبنائهِ أنبياء..
بذاتهم أكفان أنيقة بلا أجسام..
الطرقات المسافرة إلى الله
بلون الدمع تلوكها الريح
وصفيرها يبث الويلَ
وحدها المدينة تشهد نضوجاً بعد موتها..
يتفرس النصر شامخاً ..
ووحده يتكلم بكل تضحيات الفوارس والجنود والعساكر..
شقائق النعمان…
تتمتم بذهول أفواهٌ عن بقاياها المفقودة وعن صداهم المعطر بزيتونهم الأخضر..
البرد مازال طازجاً…
الصقيع
ينثر على جنباتهم الدم.
بحجم قوس السماء بمكامنهم الأرض
مباركةٌ أنت
ايتها السماء وما لديك من شهداء..
العدد 1166 – 7-11-2023