الثورة – عبير محمد:
ما زالت الأخبار المنقولة عن فلسطين المحتلة تتوارد عن عائلات غزة المستهدفة حالياًً بالتصفية من قبل الاحتلال ومدى تشبثها بأرضها وصمودها.
فكثير من العائلات تتبادل أطفالها هناك حتى لا تباد الأسر بأكملها، فإن تم قصف عائلة بكاملها واستشهد أفرادها يبقى عدد من الأطفال على قيد الحياة بعملية التبادل بين الأسر.
إنها سياسة التطهير العرقي..
لقد استطاعت عصابات المهاجرين الأوروبيين التي اكتشفت الأمريكيتين إبادة الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا عن طريق الأمراض الفتاكة التي نقلتها إليهم، والمذابح التي ارتكبتها بحقهم، حيث استطاعت تلك العصابات الغربية السيطرة على أمريكا ومحو تاريخ إنساني كان يقيم حضارة إنسانية مختلفة، ونسبت ما تبقى من تلك الحضارة إلى نفسها.
واليوم تعلم الفلسطيني الدرس من الهنود الحمر وهذا ما جعله يتعلم من الماضي كيفية الحفاظ على هويته وتاريخه من سياسة التطهير العرقي ويصمد الآن ضد الإبادة وإخفاء الهوية الحقيقية للفلسطيني، فكل طفل عربي يعرف بعضاً من تاريخ حيفا ويافا واللد والرملة، ويعرف أن صحراء النقب فلسطينية وفلسطين العربية من النهر إلى البحر.
الهوية لا تموت بالتقادم..
لقد أيقظت مجازر الصهاينة في غزة ضمير العالم الحر كله وبدأ يناصر فلسطين، فالمواطن العربي أينما كان ما زال يصرخ بالفم الملآن أنا دمي فلسطيني رافضين وجه الطغيان الامبريالي الداعم لاغتصاب الحق العربي في فلسطين. ومع كل هذا الموت ما زالت فلسطين في انتظار الوعد الصادق الذي سيبقى سيفاً مرفوعاً بوجه الإرهاب الصهيوني وإجرام المستوطنين الذين لا يمتون بصلة إلى الإنسانية ولا يتحدثون إلا بمفاهيم الإبادة الجماعية.