الملحق الثقافي-غسان شمة:
قبل سنوات كثيرة تعرفت على الشاعر السوفييتي، من داغستان، رسول حمزاتوف من خلال كتابه الشهير «داغستان بلدي» الذي يحمل الكثير من رؤى وقناعات حمزاتوف في الكتابة والشعر، كما أنه يروي فصولاً عن عادات وتقاليد بلده الجبلي كثير الصخور بعين الاعتزاز والمحبة الفياضة لكل تفاصيل ذلك البلد، حتى إن البعض يعتبر الشاعر حمزاتوف يقدم شكلاً غنياً ومتفرداً عن حب الوطن..
يقول على لسان الإمام شامل في كتابه هذا: «يا رجالي الجبليين أحبوا صخوركم العارية المتوحشة. لقد جلبت لكم جبالكم القليل من الخير لكن أرضكم دون هذه الصخور لن تكون أرضكم، ودون أرض لا حرية للجبليين الفقراء، قاتلوا من أجلها وحافظوا عليها»..
الشعر بالنسبة لحمزاتوف هو القيمة الوجودية للأشياء، وهو الضوء الذي ينبثق من ذات الشعر على العالم.. يروي في كتابه هذا أنه كان ذات مرة في مؤتمر لشعراء العالم فأعجب بشاعر قال: «أمثل الشعر. أجل أنا الشعر، أنا الشمس التي تنير الأرض كلها. أنا المطر الذي يروي الأرض. أنا الشجرة التي تزهر وحيدة في كل أرجاء الكرة الأرضية»..
ويضيف من عنده: «لولا الشعر لتحولت الجبال إلى كومة من الحصى، والمطر إلى ماء آسن ومستنقع، والشمس إلى جرم سماوي مشع له قدرة حرارية»..
وعن الكتاب الجيد يقول: «الطائرة قبل أن تطير تثير الكثير من الضجة.. نسر الجبال وحده ينطلق دفعة واحدة في السماء الزرقاء، خفيفاً يعلو ثم يعلو .. مثل هذا الانطلاق ينبغي أن يكون انطلاق كتاب جيد»..
العدد 1166 – 7-11-2023