الثورة – رانيا حكمت صقر:
لازال راسخاً بذاكرتنا كيف استباح الإرهاب الدم والشرف والكرامة، كيف حصد أرواح ضحايا أبرياء لصدق انتمائهم إلى أرضهم ووطنهم، بين شهيد وآخر ينجرح صمتنا فنقف عاجزين دقيقة صمت.
لأن الفن الذراع البصري للاحتجاج على القتل والموت والحرب، ولأن قتل الأبرياء أقصى الدرجات، والانفعال في الحياة فهو الدافع الذي يجعل الفنان يزداد إبداعاً لتفسير الأشياء وليحاول خلق تصورات جديدة تمنحنا الأمل.
“عطر الأرض” معرض تشكيلي أقيم إجلالاً وإكباراً لشهداء الكلية الحربية في حمص ضمن صالة جمعية العاديات للفنانين الشباب وبالتعاون مع مرسم الفينيق وجمعية أرسم حلمي الفنية في محافظة اللاذقية، حيث شارك في الفعالية ٢٤ فناناً من الشباب وما يقارب الثلاثين عملاً مابين رسم ونحت.
بدأ المعرض بدقيقة صمت على أرواح شهداء الكلية الحربية بحمص ومقدمة ترحيبية للباحث التاريخي بسام جبلاوي الذي أشار فيها لدور الفنان القيادي والتوعوي في تلك المرحلة الصعبة التي يمربها وطننا الغالي.
كما تخلل المعرض حوار تشكيلي مع الفنان والباحث حسين صقور، وفي حديثه عن الفعالية رأى أن المشاركات عكست مشهداً بصرياً متكاملاً للطبيعة والبيئة المحلية بكل ماتحمله من أثر جمالي عبر مفرداتها، وغلب الطابع الأكاديمي بكل مايتسم به من بناء متين بدءاً من الأساس إلى اللمسات الأخيرة التي تعكس مهارة تميز بها الفنانون المشاركون الذي عطَّروا جسد اللوحة بألوانهم كما تعطرت تلك الأرض بدماء الشهداء لتستمر الحياة من بعدهم، و عبر رصدهم الواقعي لجمال طبيعتنا يواصلون خط رسالتهم للعالم أجمع، فنحن شعب يحب الحياة جذورنا راسخة هنا وفوق تلك الأرض ننمو و نزهر هنا لنا ماض يعلمنا و يلهمنا وحاضر نعيشه بكل آلامه وأحلامه ومستقبل رسمته مخيلتنا وخطت عقولنا وسواعدنا خطوطه الأولى لنمهد لأبنائنا من بعدنا.