الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
يبدو أن وسائل الإعلام الرئيسية والتعليقات الحكومية الرسمية الأميركية على الحرب في غزة قد اكتسبت إيقاعاً معيناً لتؤكد أن الجميع يفهم أن الإسرائيليين هم “الضحايا الحقيقيون” في هذه الحرب.
وهنا، لا بد من إلقاء نظرة على الترسانة النووية الإسرائيلية نفسها، مقرونة بقيادتها المتهورة والعدوانية، وما يمثله ذلك، وهو موضوع لا يعتبره أحد حالياً عاملاً في ما قد تؤدي إليه حرب غزة المتوسعة.
قبل عشرين عاماً، عندما أطلق رئيس الولايات المتحدة جورج دبليو بوش خطته الكارثية التي أطلقها المحافظون الجدد “الحرب على الإرهاب”، رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون آنذاك في الحرب فرصة، وأن “إسرائيل” المستفيدة الرئيسية لجر الولايات المتحدة إلى الحرب، والحملة المتجددة لإرهاب الفلسطينيين المتبقين ودفعهم إلى الفرار إلى الدول العربية المجاورة.
ومن الواضح أن “إسرائيل” كانت تنوي استخدام قدراتها النووية ضد جيرانها إذا لزم الأمر، كما ورد في كتاب صدر عام 1991 للصحفي الاستقصائي المخضرم سيمور هيرش بعنوان ” خيار شمشون”.
يشير عنوان الكتاب إلى الاستراتيجية النووية للحكومة الإسرائيلية والتي بموجبها ستشن “إسرائيل” ضربة نووية واسعة النطاق.
وعندما سُئل شارون عن الكيفية التي قد يرد بها بقية العالم على استخدام “إسرائيل” لأسلحتها النووية للقضاء بشكل فعال على جيرانها العرب، أجاب: “إننا نمتلك عدة مئات من الرؤوس الحربية الذرية والصواريخ، ونستطيع إطلاقها على أهداف في كل الاتجاهات، وربما حتى على روما، ومعظم العواصم الأوروبية هي أهداف لقواتنا الجوية. واسمحوا لي أن أقتبس من الجنرال موشيه ديان: “يجب أن تكون “إسرائيل” مثل كلب مسعور، أخطر من أن يزعجه أحد”. وعلينا أن نحاول منع الأمور من الوصول إلى هذا الحد، إن أمكن”.
إذن، ها نحن ذا، على حافة ما يمكن أن يكون حرباً نووية ثانية يمكن تجنبها، وقد أساء التعامل معها جو بايدن والأغبياء الذين اختارهم “لنصحه”. يشير العقيد دوغلاس ماكغريغور بحق إلى الأزمة المتفجرة التي تحتوي على تهديد نووي باعتبارها “حرب هرمجدون”. قليل من الأميركيين يعرفون أن “إسرائيل” تمتلك أسلحة نووية فقط لأنها سرقت اليورانيوم المخصب وأجهزة إطلاق النار من الولايات المتحدة بالتعاون مع رجل الصناعة اليهودي زلمان شابيرو، صاحب مصنع NUMEC في بنسلفانيا، ومنتج هوليوود اليهودي الإسرائيلي أرنون ميلشان، ولم تتم محاسبة أي منهما بشكل جدي من قبل حكومة الولايات المتحدة.
إذن، لدى “إسرائيل” ترسانة نووية سرية لا يمكن لأي مسؤول أمريكي أن يذكرها، ومستعدة نظرياً لاستخدام الأسلحة. أما بالنسبة للأغلبية الصامتة من الأمريكيين الذين يرغبون أن تترك واشنطن جميع الدول وشأنها وأن لا تتدخل بالآخرين.
المصدر- غلوبال ريسيرش