ما قبل العدوان على غزة ليس كما بعده حقيقة يجب الاعتراف بها في المشهد السياسي العالمي والحراك الثقافي والاجتماعي وعلى المستويات كلّها.
إنه العدوان الكاشف والممزق لكل ستر مهما كان سميكاً، والفاضح لكل النوايا والخبايا والكيل ليس بمكيال واحد إنما بآلاف المكاييل والمعايير الكاذبة.
غرب كاذب كحكومات ومؤسسات سياسية تعمل بروح العدوان والانتقام، ولا تقف على جانب بعيد من المشاركة في هذه الإبادات الجماعية بل هي شريك فعلي فيها بل تقود المعارك كما تفعل واشنطن.
وعلى الرغم من كل الحراك العالمي من الشعوب الحرة التي تظاهرت ضد هذا الجنون فلم يغير الغرب وحكومات موقفه بل أثبت أنه الوالغ في دمنا، وأنه لايقيم وزناً لأي شيء اسمه شعوب وجماهير وقيم.
ولن يكون قادراً بعد اليوم على الاستمرار في التضليل وتسويق مصطلحات مثل: الحرية وإرادة الشعوب والأمن والسلام وغير ذلك.
إنها سقطة الإنسانية المدوية التي تجعله في أعلى قائمات التوحش الذي لم تصل إليه حتى كواسر الغابات.
وفي الإعلام المضلل المشهد ذاته بل إنه الأكثر عرياً وعاراً على البشرية.
في كل الأحوال: غزة بلحمها العاري تقاوم تصمد تعيد كتابة التاريخ توجه البوصلة.
وربما يكون نداء المبدع دريد لحام ختام المسك حين خاطب أهلنا الأبطال هناك قائلاً: ليس لكم إلا أنتم.
سلام لغزة من مطلع الجرح إلى كل خرائط النكبات على وقع خطاكم ثمة فجر جديد ينتظره العالم ولكنه لا يشارك بصنعه.