أصدقاء الإرهاب وأروقة الحادي عشر

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســــــم :
يحل طيف الحادي عشر من أيلول في الأروقة الغربية وتحضر تجربة مكافحة الإرهاب.. ما بعدها كما ما قبلها والطرق المؤدية إليها.. فيما الغرب يحتشد ويجمع أدواته بكل ألوانها ، ويرمي شباك ادعاءاته علناً، ودون مواربة،

حيث الغاية والهدف واضحان، إعادة تشكيل أصدقاء الإرهاب وقد ظللتهم جميعاً ريح النفاق، بعد أن فرقتهم رياح الخصومات التي أشعلتها أمواج المصالح والأطماع والحسابات الجزئية والمتسرعة، وأججتها مؤشرات الفشل والخيبة والعجز.‏

وعلى هوامش حشده تعود الأسئلة المنسية إلى الواجهة، وتبرز العناوين صغيرها وكبيرها لتتصدر لائحة المعادلات الإضافية التي فرضتها أخطاء السياسة الغربية المتسرعة ومغالطات الحسابات المتورمة لدى أدوات الحشد الإقليمية والأعرابية، وقد أفرزت سنوات الخلاف وأشهر الخصام حجم الفوارق والاختلافات وتضارب الأهواء والأطماع وتجاذبات الصراعات الخفية والمعلنة.‏

بين هذه وتلك تجري في الكواليس صياغة سيناريوهات إعادة إنتاج الإرهاب الغربي بلبوسه الجديد مع ترميم لأدواته في المنطقة.. المعتمدة والسارية المفعول أو تلك المستبعدة لتواضع أدائها أو لانتهاء الصلاحية، وذلك وفق محددات تتوافق مع المهمات الوظيفية المستحدثة على وقع التراكض واللهاث خلف الأدوار التي تمليها حالة التوثيق الإضافية.. وهي تحاكي في الحد الأدنى متطلبات الإمساك بخيوط التشابكات المعقدة في المنطقة.‏

المفارقة أن مشيخات الخليج وهي تستبق الحشد الغربي بجلسات مطولة عن صيغ إعادة ترميم توضعها على الرقعة الأميركية بنسختها الجديدة وعناوينها الإضافية تهرول نحو المفاتيح الجانبية والأبواب الخلفية للإدارة الأميركية وهي تقدم عروضاً مستحدثة لخدماتها المجانية، ولا تجد حرجاً في طرح أشكال ونماذج لمهام وظيفية إضافية أو في الحد الأدنى تتيح لها استعادة ما سبق للإدارة الأميركية أن جردتها منه ونزعت عنها صلاحية استخدامها بعد الفشل في القيام بما أوكل إليها أو العجز عن تنفيذ ما قدمته من تعهدات ووعود والتزامات.‏

الأخطر ما يتم تداوله علناً بأن الحشد سيكون الفرصة الذهبية للتملص مما جاء في سطور القرار الدولي حول مكافحة الإرهاب والخلاص مما تسرب بين سطوره عن عمد أو دون قصد من الإدارة الأميركية حين وافقت على صيغة القرار لتجد بعد هدوء العاصفة التي روجت له أنه مصيدة محكمة للكثير من أدواتها، وفخ سيصطاد الجزء الأكبر منها إن لم يكن جميعها من دون استثناء.‏

وما يبرز حتى اللحظة بما في ذلك ما ورد في خطة الرئيس أوباما التي سبقتها أعاصير من التكهنات والتسريبات والتحليلات، يشي بأن استعصاء واضحاً قد برز في فتح الأبواب الموصدة والتي تحول دون التملص من تبعات احتضان وتمويل الإرهاب، وفشلاً أكثر وضوحاً في تدوير زوايا المظلة الأميركية لحماية أدواتها، في حين لا تستبعد التسريبات المضادة والقادمة من داخل أروقة الاستخبارات الغربية ومعظمها من الأميركية تحديداً، أن تكون ورقة ابتزاز إضافية تطرحها واشنطن على طاولة المداولات، وصولاً إلى إملاء ما تفرضه التطورات من تطوير في الأداء لجهة التفاعل مع الخدمات المطلوبة.‏

فإعادة ترميم العلاقة بين الأدوات تقتضي حكماً إعادة تعويم للمرتزقة والأجراء بمستوياتهم المختلفة، ولا تستبعد من احتياجاتها الملحة البحث في سراديب الأدراج المقفلة عن الأوراق القديمة ونفض الغبار عن الكثير منها بما في ذلك الصدأ المتراكم على مدى أشهر خلت إن لم يكن سنوات.‏

في المحصلة يتجه الحشد الغربي نحو جمع أوراقه التي فردها رغم هواجسه الواضحة بأن الكثير منها قد تبعثر ولا جدوى من البحث عنها وسط تلال الخراب والدمار الذي خلفته في المنطقة، ولا يستطيع أن يجزم بأن خيارات أصدقاء الإرهاب هي ذاتها التي كانت قائمة حين أطلق أولى شرارات الاشتعال في المنطقة بدليل أن الكثير منها قد استنفد وجوده، وبعضها على الأقل قد ثبت فشله وعجزه، وما بقي منها لا يكفي لحفظ ماء الوجه، خصوصاً أنها متخمة بالأخطاء ذاتها وقد زنرتها الازدواجية المفرطة وطفت على سطحها كل مستويات النفاق.‏

فالأروقة المؤدية إلى طاولة أصدقاء الإرهاب على أطلال الحادي عشر من أيلول، عارية حتى من ورقة التوت، وممراتها الجانبية والرئيسية مشبعة بالنفاق وتظللها على الملأ مشاهد القتل اليومي وتفاصيل المجازر التي أدمت جزئياتها فظائع الإرهاب، والطاولة الممتدة شاهدة على الأيادي الملطخة والغارقة في مستنقعات التنظيمات الإرهابية التي تحضر علناً وسط الجلسة التي فرضتها على عجل إحداثيات الأخطاء المستدامة.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
"أطباء بلا حدود": نوسّع تدخلاتنا في سوريا استجابة لاحتياجات متزايدة  حصرية: الاستثمارات السعودية ستنعكس مباشرة على سعر الصرف  ماكرون يبحث مع الرئيس الشرع ملف الجنوب ويشدد على استئناف الحوار بين الحكومة و"قسد"  وزير الداخلية يبحث مع المحافظين سبل تعزيز الأمن والاستقرار في ظل التحديات الراهنة اتفاق سوري سعودي لتأهيل الكوادر وتحديث قطاع الإسمنت في سوريا دمشق تؤكد انعقاد لقاء سوري – إسرائيلي في باريس بوساطة أميركية لبحث التصعيد جنوب سوريا مشاركون في "روميكس وكيم أكسبو وسيريا بلاست": تحويل الأموال والدعم اللوجستي تحديات القطاع الصناعي سوريا.. من الاعتماد على المساعدات إلى انتعاش يقوده الاستثمار متابعة واقع المهجرين في مركز إيواء جباب "كن عونا "  و "المعرفة للتنمية" تقدمان خدمات متعددة لمهجري السويداء مفردة الكهرباء مبهمة وغائبة عن قدسيا والهامة.. أهالٍ  لـ"الثورة": لم نلمس أي تحسن حتى اليوم الأمم المتحدة: نزوح 176 ألف شخص من جنوب سوريا والوضع الإنساني "بالغ السوء" السلم الأهلي الطريق الوحيد لبناء سوريا قوية وصمام الأمان للمجتمع   "صحة درعا" تحذّر من التعرض لأشعة الشمس   صندوق الأمم المتحدة للسكان: كارثة إنسانية على الأمهات والولادات بقطاع غزة  العمل من المنزل بين الراحة المأمولة والعبء الخفي.. قراءة في الفرص والتحديات  فواز تللو لـ "الثورة": مساحة مفتوحة للحريات والعمل السياسي والتعبير عن الرأي  تأهيل آبار وإزالة تعديات على خطوط مياه الشرب في درعا   وزير المالية: منحة سعودية تصل إلى 60 بالمئة ضمن تمويلات الصندوق للتنمية في سوريا  تمديد ساعات عمل باصات النقل الداخلي في اللاذقية