الثورة – رانيا حكمت صقر:
شجاعة المصورين الفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي على غزة كانت تضعهم على حافة الخطر، فالاحتلال الإسرائيلي يستهدفهم استهدافاً مباشراً بهدف إغلاق عين الكاميرا ومنع كشف الحقيقة.. فهم أصحاب رسالة مقدسة دورها فضح جرائم المحتل الإسرائيلي.
يلتقطون صوراً تسلط الضوء على الممارسات والجرائم الوحشية والانتهاكات لحقوق الإنسان والمجازر الجماعية لتلعب دوراً مؤثراً في الرأي العام.. صور لأحياء مهدمة وأطفال يتألمون وأهال يحملون أبناءهم وهم في حالة هلع، أو جثث مزقتها قذائف الاحتلال.
المصور معتز عزايزة من أشهر المصورين الفلسطينيين الذي لقب “بسوبر هيرو” المصورين لشجاعته في كشف المجازر التي يرتكبها الاحتلال في حق الأطفال والنساء في غزة، يوثق الأحداث لحظة بلحظة ويتابعه الملايين حول العالم ،ورغم فقده ٢٥ فرداً من أفراد عائلته خلال تغطيته للأحداث، إلا أنه بقي عين الحقيقة بالرغم من تلك الظروف الصعبة فهو صاحب رسالة يجب أن تصل للعالم.
فالصورة الفوتوغرافية – حسب الفيلسوف الفرنسي رولان بارت – “آمِرة أكثر من الكتابة” وهذا ما يحدث حالياً، فقد أصبح اعتماد الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على هذه المادة الإعلامية والاقتصار عليها في بعض الأحيان من دون اللجوء إلى تعليق أو نص مرافق، هذا مؤشر واضح على قوة تأثيرها في الرأي العام.
فالصور الفوتوغرافية لمجازر الاحتلال الإسرائيلي أصبحت تتدفق لتدخل البيوت والشاشات في كل أنحاء العالم، فقد لا يتوقف المشاهد عند نشرات الأخبار أو تغطية مباشرة أو أخبار عاجلة بقدر ما يستوقفهم صورة لعدسة مصور.