لم تكن سلسلة رفع أسعار السلع والمنتجات والخدمات التي صدرت مؤخراً إلا موجة من العبء المعيشي والمادي تطال شريحة من المواطنين، من رفع رسوم الجامعات والمواد الاستهلاكية وخدمات الاتصالات والمواصلات … إلا أن التأثير الأكبر كان نتيجة قرار رفع سعر ربطة الخبز غير المدعوم إلى ثلاثة آلاف ليرة سورية وخاصة أن متطلبات الأسرة من هذه المادة باتت هي الأساس في غذائهم اليومي.
ولعله من المؤسف أن هذه الزيادات ترافقت في الفترة التي يحتاج فيها المواطن لمصاريف كبيرة في المدارس وفي تأمين المونة والتدفئة وغيرهما من الضروريات.. ومن المؤسف أن الموظف والعامل أصبحا خارج الحسابات إذ إنه من المستحيل أن يكفيهما الراتب الشهري مهما كان مرتفعاً ثمناً للخبز والمواصلات معاً على سبيل المثال .. فغالبية الأسر تحتاج لأكثر من ربطتين من الخبز في اليوم، فكيف هو الحال أمام الاحتياجات الأخرى؟.
وبعيداً عن صعوبات الحصول على رغيف الخبز والمشكلات التي يواجهها الناس أمام أبواب الأفران وعدم الاهتمام بنوعية الرغيف .. هناك ما جعل الأمر أكثر تأثيراً وهي شكوى سمعتها من الطلبة القاطنين في السكن الجامعي وهم يؤكدون عجزهم عن دفع ثمن ربطة الخبز وأن ذويهم بالكاد يرسلون لهم أجور المواصلات، وأن حياتهم الجامعية باتت غير مضمونة فهم لا يعلمون إن كانوا يستطيعون متابعة تحصيلهم الجامعي في ظل هذه الظروف المستمرة من الغلاء.
ولأن زيادة ثمن الخبز تعد مشكلة كبيرة لأنها السلعة الأهم بالنسبة لهم، فقد وجهت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأن تبقى أسعار ربطة الخبز للطلبة ضمن السكن الجامعي وفقاً للسعر القديم بمبلغ 1300 ليرة سورية إلا أن هذا التوجيه لم يلق أي صدى لدى المعنيين.. وحتى الشكاوى لم تكن ضمن حساباتهم… ويكفي أننا نتحدث اليوم عن مادة الخبز ولا نتحدث عن الرفاهية.