الثورة – حلب – سهى درويش:
تشكل محافظة حلب سلة غذائية للمحاصيل الزراعية الاستراتيجية تلبي حاجات السوق المحلية، بسبب توفر البيئة المناسبة للزراعة من تنوع لمناطق الاستقرار الزراعية، وتوفر مصادر الري والعمل الدؤوب من جميع الجهات المعنية لتأمين المستلزمات وفق الإمكانيات المتاحة لدعم هذا القطاع المهم وفق ما بيّنه مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في محافظة حلب المهندس رضوان حرصوني في لقائنا معه حول الواقع الزراعي للمحافظة وما تم اتخاذه من إجراءات مؤخراً لدعم استمرارية هذا القطاع وتنفيذ الخطط الموضوعة وتأمين مستلزمات الإنتاج.
وأوضح مدير الزراعة أن آلية عمل خاصة بأتمتة المازوت الزراعي ستتبع هذا العام لإيصاله لجميع المزارعين وفق الخطة الإنتاجية الزراعية بالتعاون والتنسيق المشترك بين وزارتي الزراعة والنفط، حيث تم إدخال بيانات الفلاحين المستحقين لمادة المازوت الزراعي وتفعيل ميزة تعديل الواجهة الالكترونية لتحديث بيانات المساحات المرخص لها أو الكشف الحسي المعتمد وفق التنظيم الزراعي للموسم الزراعي لعامي٢٠٢٣-٢٠٢٤ لضمان حصول الفلاحين على مستحقاتهم وفق برنامج زمني محدد، حيث المحاصيل الشتوية والأشجار المثمرة والزراعات المحمية بياناتهم من مادة المازوت الزراعي كانت في أشهر آب وأيلول وتشرين الأول للحصول على المستحقات للخدمة من فلاحة وتسكيب وتخطيط وغيرها.
أما في شهري تشرين الثاني وكانون الأول تقوم مجموعة من الفنيين على مستوى الوحدات الإرشادية بالكشف على المساحات المزروعة لرفع قوائم بالمساحات المزروعة المروية لمنحها استحقاق المازوت حسب عدد الريات المحددة في المنطقة، وبالنسبة للمحاصيل الصيفية والتكثيفية، فالفترة المحددة لإدخال أو تحديث أو تعديل البيانات وفق التنظيم الزراعي أو الكشف الحسي فتكون في شهري كانون الثاني وشباط، وفي شهري آذار ونيسان بعد الكشف على المساحات المزروعة ترفع القوائم لمنح الاستحقاق من المازوت الزراعي حسب الريات المحددة، أما في شهري أيار وحزيران فيتم تحديد موعد الاحتياج اللازم للري من قبل المديرية.
وعن الرخص المؤتمتة قال المهندس حرصوني: إن عدد الرخص الزراعية المؤتمتة بلغت حتى الآن ٨٢٩٧ تشمل مساحة تزيد على ٤٨٨٤٤١ هكتاراً موزعة على ١٠٩٨ رخصة للأشجار المروية و ٢٩٠٥ للأشجار البعل و٢١٠٨ رخص للسليخ المروي من المحاصيل الشتوية و ١٤٤٢ للسليخ المروي من المحاصيل الصيفية، وبلغ عدد الجمعيات الفلاحية المرخصة في الدوائر الزراعية التي أنجزت عملية الأتمتة ٦٩ جمعية من عدد الجمعيات الكلي والبالغ ٢٠٦.
وعن آلية التوزيع أشار إلى أن مازوت الحراثة بدأ توزيعه على ثلاث دفعات للمساحات المرخصة والمؤتمتة وستكون الدفعة الأولى من المازوت الزراعي لمحافظة حلب /٦٩٢١٩٣/ ليتراً، وهذه الكميات لأعمال الفلاحة، وستكون هناك في المستقبل دفعات لغير الفلاحة من أجل الري.
وأضاف مدير الزراعة: إنه بناء على تعليمات وزارة الزراعة هناك ٥ ليترات للدونم لتحضير الأرض للزراعة، وهناك ٤٨ ليتراً للمحاصيل الشتوية المروية بمعدل أربع ريات، و ١٢ ليتراً لكل رية، أما الأشجار البعلية فقد تم تخصيص ٥ ليترات للدونم للفلاحة لمرة واحدة والأشجار المروية تحصل على ٥ ليترات للدونم للفلاحة لمرة واحدة و ٤٢ ليتراً للدونم للري على ست دفعات.
الذرة الصفراء
وعن محصول الذرة الصفراء بيّن حرصوني أن المساحة المزروعة بمحصول الذرة الصفراء بريف المحافظة المحرر لهذا الموسم تبلغ ٣٤٠٨٩ هكتارا والإنتاج المتوقع حوالي ٢٤٠ ألف طن.
ونوّه حرصوني بأن وزارة الزراعة شجّعت على التوسع بهذه الزراعة وحث المزارعين على زيادة المساحات المزروعة بالذرة الصفراء وعملت على توفير مستلزمات الإنتاج من خلال تقديم التسهيلات للقطاع الخاص لاستيراد البذار الهجين عالي الإنتاجية، وتوزيع المحروقات، كما سعت إلى تشجيع المستثمرين في القطاع الزراعي على الاستثمار بإقامة مجففات الذرة الصفراء من خلال تشميل هذه المشاريع بقانون الاستثمار رقم ١٨ واستثنائها من البلاغات ذات الصلة التي تمنع إقامتها خارج المدن الصناعية ضمن شروط ومحددات.
وكان وضع أول مجفف للذرة الصفراء في منطقة دير حافر بريف المحافظة بطاقة إنتاجية تصل إلى أربعين طنا بالساعة مما يساهم في تخفيف العبء عن الفلاحين والتشجيع على زراعة هذا المحصول، وسيتم إنشاء مجفف في كويرس وآخر في مسكنة.
دعم قطاع الدواجن
قطاع الدواجن والاهتمام بتأمين مستلزمات استمرارية العمل به لتوفير حاجة السوق المحلية من بيض ولحوم بأسعار مقبولة يلقى الدعم، وفق ما أشار إليه مدير الزراعة، سواء بتقديم المستلزمات العلفية أوالمازوت المدعوم للمداجن وحتى التسهيلات في الترخيص ،وبلغت عدد الرخص الممنوحة/ ١٦١/ من أصل /٢٣٣/ غير مرخصة،إضافة لوجود /٦٢/ مدجنة مرخصة.
موسم الزيتون
أوضح مدير الزراعة أن إنتاج محصول الزيتون ضمن المناطق الآمنة في محافظة حلب يقدّر حوالي/ ٣٨/ ألف طن لهذا العام، ويعتبر الموسم جيّداً حيث من المقرر أن يصل إنتاج الزيت إلى ٥٠٠٠/ طن، والمساحة المزروعة بالزيتون في المناطق الآمنة تبلغ حوالي /٣٠/ ألف هكتار فيها حوالي أربعة ملايين شجرة، بينما يبلغ عدد المعاصر فيها /٢١/ معصرة.
وأشار إلى دور الوحدات الإرشادية في متابعة حالة المحصول على مدار العام من خلال الندوات والأيام الحقلية عن إنتاج الزيتون العضوي، والتعاون مع المزارعين على مكافحة الأمراض الفطرية من خلال الأعداء الحيوية (التريكو ديرما).
وأوضح أن لجنة مراقبة المعاصر تقوم بجولات دائمة للتأكد من التزام أصحاب المعاصر بالشروط الفنية الواجب تطبيقها بمعاصرهم للحصول على منتج جيد مطابق للمواصفات العالمية.
وأخيراً.. بالرغم من الواقع الاقتصادي الصعب والحصار الجائر مازال القطاع الزراعي يشكّل ركيزة أساسية في رفد الأسواق بالمواد الغذائية ،والعمل من قبل كافة الجهات الحكومية المعنية لدعم هذا القطاع و توفير مستلزمات الإنتاج لضمان استمراره وعدم العزوف عنه من قبل المزارعين وإيجاد التوازن ما بين التكلفة والربح بأسعار مناسبة للمنتجين والتجار والمستهلكين، ليبقى هذا القطاع رافداً اقتصادياً أساسياً.