الثورة – وعد ديب:
الصادات الحيوية، أدوية تستعمل للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها وتتضمّن الفيروسات والجراثيم والفطور والطفيليات، وتحدث مقاومة الصادات الحيوية عندما تغير البكتيريا نفسها استجابة لاستعمال تلك الأدوية.
وتعد هذه المقاومة من أكبر المخاطر التي تحيق اليوم بالصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية، يمكن أن تُلحِق مقاومة الصادات الحيوية الضرر بأي شخص بصرف النظر عن السن وبلد الإقامة.
أكثر من مليون وفاة
في هذا الصدد يتحدث رئيس دائرة الأمراض السارية في وزارة الصحّة الدكتور عامر طيبي: عملياً مقاومة الصادات هي مقاومة الميكروبات، وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية في عام 2019 بأنه يوجد ما يقدّر بحوالى 5 ملايين وفيات بالتعنّد على الصادات، ومن ضمنها 1.3 مليون وفاة بشكل مباشر نتيجةً لهذا التعند بسبب الإنتان، حيث لم يعد يوجد صاد مناسب لعلاجهم.
الوقاية معاً من مقاومة الميكروبات
وأوضح أنه نظراً لأهمية هذا الموضوع فإن الأسابيع العلمية لهذا العام حملت نفس شعار العام الماضي “الوقاية معاً من أجل مقاومة الميكروبات”، ومعنى ذلك كل اهتمامات الإعلام يجب أن تكون للتوعية بما فيها البيئة والزراعة والصحة والتموين وكل وزارة تحمل ختم شعار الميكروبات، (التعاون بلطف مع هذه المواد)، وهدف هذه الأسابيع رفع التوعية تجاه موضوع الصادات والتعند عليها، وتشجيع الممارسات الصحيحة لاستخدامها ضمن الجمهرة العامة والكوادر الطبية وصانعي القرار، إضافة إلى منع ظهور سلالات معندة جديدة، منوّهاً بأن أكثر العوامل المؤدية للموت والتي هي الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية(antibiotic) وهو بمثابة مقبرة للبشرية.
مرحلة ما قبل الخطر
وطبقاً لدراسات مستقبلية التي تم إجراؤها بحسب- طيبي- تقوم على مبدأ الخطف خلفاً، يبدأ من عام 2050 ورجوعاً بالزمن حتى عام 2035، نحن وصلنا لمرحلة ما قبل الخطر حيث لاحظنا أن شخصاً يموت كل ثلاث ثوان بسبب التعند على الصادات، وفي عام 2030 لاحظنا مشكلة بالمستشفيات ضمن المرضى وهي موتهم بكثرة، طالبنا بإجراء دراسات تتحرى أسباب الوفيات وجدنا أنها بسبب التعند على الصادات وعدم الاستجابة عليها.
وأضاف أنه باللحظة الحالية لم يعد لدينا وقت للانتظار، إذا استمررنا بالنهج العشوائي لتناول أدوية المضادات الحيوية بنفس الطريقة والأسلوب،سنصل لمرحلة لدينا 10 ملايين وفاة سنوياً وهذه مرحلة كارثية، فنحنُ أمام قاتل صامت.
ولأنّ هذا الموضوع يتداخل فيه الإنسان والحيوان والبيئة، فإن منظمة الصحة العالمية أخذت على عاتقها أن تساعد بالدعم التقني دول المنطقة، من خلال وضع خطة عمل وطنية مع عدة منظمات تتشارك مبدأ النهج الصحي الواحد وتتعاون فيه عدة قطاعات لحل هذه المشكلة.
ظهور سلالات جديدة
ويوضح طيبي، أن موضوع التعنيد على الصادات أخذ ضجّة خلال السنوات الخمس الأخيرة بسبب أهميته التي تكمن بظهور سلالات جديدة من التعنيد تؤدي لإطالة المرض والإعاقة ثم الموت، إضافةً إلى عمليات “الخبز اليومي” للجراحين كعمليات القيصرية وعمليات زرع الأعضاء وغيرها، وكذلك ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية.
وأن من أهداف التنمية المستدامة الحفاظ على صحة الفرد، وعن الذي يساعد على ظهور وزيادة التعنيد على الصادات والميكروبات، قال الدكتور طيبي: الاستخدام المفرط والعشوائي للصادات والمواد التالفة التي تلقى بمياه الصرف الصحي ولها أثر على النبات والحيوان، إضافةً إلى نقص المناعة عند الشخص وأخذ وصفة من دون استشارة طبيب، وضعف إجراءات ضبط العدوى في المراكز الصحية، وكذلك التعامل غير الصحي مع الأطعمة، وأن الوقاية من الإنتانات يكون بغسل اليدين والابتعاد عن المصابين، والجنس الآمن والالتزام بجدول اللقاحات.
في رده على سؤالنا كيف نخفف من الصادات على مستوى الشركات الدوائية؟ بين أن يكون لديها مزيد من الاستثمارات لاختراع أدوية جديدة تواجه الزمر المعندة وتعالجها.
أما على المستوى الزراعي فإعطاء الصادات للحيوان من خلال إشراف الطبيب البيطري وجدول لقاح خاص للحيوان والحفاظ على صحة ونظافة المزارع للوقاية من الإنتانات، منوهاً بوجود مواد طبيعية تلعب دوراً في تخفيف مقاومة الصادات منها الثوم والعسل والزنجبيل والقرنفل.
خطة عمل وطنية
ويختم رئيس دائرة الأمراض السارية مبيناً أهمية ما عملت عليه وزارة الصحة من خلال وضع خطة عمل وطنية منذ عام 2019 مشكلةً من عدة قطاعات منها الصحة والتربية والتعليم العالي ونقابة الأطباء ومنظمة العمل الوطنية بمساعدة خبير من منظمة الصحة العالمية، وهدف هذه الخطة الوقاية من الإنتانات ومكافحة مقاومة الصادات، وتم الوصول بها للمرحلة c ذات اللون البرتقالي، وصدقت الخطة من قبل وزارة الصحة وهي قيد العمل الآن لمكافحة مقاومة الصادات، تتألف من أربع مراحل وهي التوعية، الترصّد والاستخدام الرشيد للصادات، وكذلك إجراءات ضد العدوى وتجمع بين هذه المراحل الحوكمة.