بداية نقول إن بلدنا سورية هي منجم عقول مبدعة وفي كافة المجالات الفكرية والصناعية والعلمية، فكثيراً ما نسمع أن شخصاً ما قد اخترع جهازاً يعود بالفائدة ليس عليه وحده إنما على المجتمع، وبالتالي على البلد وخاصة إذا كان هذا الاختراع ذا جدوى اقتصادية، ونعتقد هناك الكثير من الأمثلة التي تؤكد لنا وجود طاقات إبداعية هي بحاجة لمن يرعاها، وندلل على ذلك ما يقدمه طلاب الجامعات والمعاهد من مشاريع تخرج تستحق الوقوف عندها.
فعلى سبيل المثال لا الحصر الطلاب والطالبات الدارسون في كلية الهندسة الطبية وما يقدمونه من مشاريع تخرج وخاصة في مجال تصنيع الأطراف الصناعية للجرحى يشكل إنجازاً يوفر على البلد مبالغ طائلة من القطع الأجنبي، ولا نكون مغالين إذا ما قلنا إن العقول التي تقدم تلك المبادرات إنما هي ثروة حقيقية للبلد لكن بكل أسف إن أغلبية المشاريع التي يقدمها طلابنا إن في الجامعات أم في المعاهد لا تجد في أغلبيتها من يرعاها.
إذا الاستثمار في العقول هذه مقولة التي نرددها كثيراً لكن وبكل أسف لم تجد أذناً مصغية وخاصة أننا نمتلك عقولاً لها مساهمات كثيرة ساهمت في نهضة الكثير من الدول.
والأهم من كل ذلك هو اكتشاف الطاقات الكامنة لدى تلاميذنا وطلابنا بدلاً من تركها دونما أي اهتمام.
وللتذكير هنا إن قوة الوطن هي في الإنسان فإن تم استثمار هذا الإنسان بشكل جيد حصل الوطن على نتائج جيدة. ما يفترض على التربية الطلب من معلميها ومدرسيها إطلاق الطاقات الكامنة لدى تلاميذنا وطلابنا ورعايتها بالشكل الصحيح.
ونشير هنا إلى أن ما حققته الطفلة شام البكور يصلح لأن يكون عنواناً للعمل التربوي خلال المرحلة القادمة إضافة لعدم التهاون في تنفيذ العملية التربوية ووفق الخطة الدرسية، وبطبيعة الحال أمثال الطفلة شام والطفلة غنى هناك الكثير،مثلما هناك الكثير من أمثال الطالبة حلا صبيح طالبة الهندسة الطبية السنة الأخيرة من اختراع نموذج أولي تفاعلي القدم إنما يشكل نموذجاً يحتاج لرعاية جادة ومسؤولة.. وللحقيقة نقول إن بلدنا سورية هي منجم حقيقي للعقول.