ثورة أون لاين:
لم يخرج خطاب أوباما ولاخطته لمحاربة داعش وماتبعها تحركات أميركية تلاها اجتماع أصدقاء الإرهاب في جدة عن الثوابت الأميركية التي تجعل من مصلحة اسرائيل أولوية على ما دونها.
فالرئيس الأمريكي أياً كان لايستطيع القيام بأي عمل خارج حدود بلاده وخاصة في منطقتنا العربية دون وضع مصلحة اسرائيل في الميزان في كل خطوة وكل عمل لأنه محكوم بمصالح حزبية ومحاط بلوبي صهيوني لايستطيع الخروج عن توجهاته.
فالولايات المتحدة الأميركية لاتفعل شيئاً من أجل العرب فهي الحليف الرئيسي لاسرائيل وهي الراعي الأول للإرهاب في العالم وهي متفقة مع اسرائيل على كل الخطوات التي تنوي القيام بها لاحتواء داعش خاصة أن تنظيم داعش الإرهابي لايمثل تهديداً مباشراً لاسرائيل كما قال وزير خارجيتها الإرهابي ليبرمان ، فعن أي حلف يتحدثون وأي محاربة إرهاب ينوون!!؟
اجتماع جدة أفرغ قرار مجلس الأمن رقم 2170 من مضمونه وحوّل التوجه من مكافحة الإرهاب الى احتوائه لمصلحة الولايات المتحدة واسرائيل ومملكة الوهابيين التي تعهدت علناً بتدريب المجموعات الإرهابية على أراضيها هذه المرة بعد أن قدمت كل ما استطاعت لتغذية الإرهاب وأولهم تنظيم داعش الإرهابي الوهابي الفكر والعمل.
وستدرب تلك المجموعات الإرهابية في مملكتها الشريرة عل القتل والتدمير وتغذيتها بالفكر الوهابي الدموي، لتعيد إنتاج عصابات إرهابية جديدة بعد أن خرج داعش عن حدود سيطرتها وأصبح ينفذ أجندة خاصة به، ولم لا طالما أن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها قدموا لها كل الدعم الممكن معتقدين أنهم أصبحوا يملكون زمام أمور تلك العصابات المتمردة حتى على منتجيها.
تركيا التي رفضت محاربة داعش لديها أيضاً ما تقوله في عدم قدرتها على تنفيذ بنود قرار مجلس الأمن من الناحية العملية وهي لهذا السبب رفضت التوقيع على بيان جدة حيث تنظيم داعش الإرهابي يترعرع في مدنها وهي شريكة معه في سرقة النفط السوري والعراقي ولها مصلحة في بقاء الوضع على ما هو عليه من إرهاب وتدمير لمقدرات الدولتين الجارتين لتبقى لاعباً إقليمياً يطمح لأن يصبح قطباً في المنطقة.
ولكن مهما فعلت الولايات المتحدة الأميركية في اتجاه احتواء تنظيم داعش الإرهابي يبقى عملها منقوصاً وغير واقعي لأنها لا تستطيع السيطرة ميدانياً على الأرض وهي التي ترفض التعاون مع سورية التي تحارب الإرهاب وتواجهه بشكل مباشر ولن تتوقف عند حدود ماتريده الولايات المتحدة الأميركية من احتواء وتتجاوزه للقضاء على تلك العصابات الإرهابية بالتعاون مع القوى الدولية والإقليمية التي تحارب الإرهاب وتكافحه وتدعو إلى تحالف جدي للقضاء عليه وليس إلى احتوائه لتحقيق غايات أميركية وإسرائيلية في سورية تلعب على وترها منذ أكثر من ثلاث سنوات دون حائل.
أحمد عرابي بعاج