الثورة – دمشق – ميساء الجردي:
أقامت كلية السياحة اليوم بالتعاون مع مؤسسة أرض الشام وفرع دمشق لاتحاد طلبة سورية ندوة ثقافية بعنوان (هوية الجولان السوري المحتل من خلال تراثه الثقافي) في مبنى الكلية بمشاركة عدد من الباحثين والأساتذة والطلبة.
تناول المشاركون في الندوة الانتهاكات الإسرائيلية لآثار الجولان ومحاولات تشويه الإرث الحضاري منذ عام 1967 حتى اليوم، والتراث الثقافي في فلسطين ومخاطر التهويد، وكذلك الرواية التوارتية المزيفة وأزمة الهوية الإسرائيلية.
نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا الدكتور محمد فراس الحناوي بين أهمية الندوة من حيث الموضوع الذي تتناوله في التأكيد على سورية الجولان وعروبته في الوقت الذي نواجه فيه أكبر حملة عالمية من قبل الاستعمار الصهيوني الذي يحاول تهويد المناطق العربية ومنها الجولان مع حرصه على استمرار احتلاله لأرض الجولان لما تمتلكه من قيمة اقتصادية وتاريخية كبيرة.
رئيس مجلس أمناء مؤسسة أرض الشام باسل الدنيا أكد أن هذه الفاعلية جزء من مذكرة التعاون المشترك بين المؤسسة وجامعة دمشق واتحاد طلبة سورية، كما أنها جزء من سلسلة الفعاليات التي أقامتها المؤسسة في الفترة الماضية التي تؤكد الهوية السورية للجولان كجزء من الأرض السورية بكل جوانبها الثقافية والتاريخية والجغرافية.
وأشار الدنيا إلى أهمية المحاضرات المطروحة في الندوة باعتبار أن الجولان هو أرض محتلة من قبل العدو الصهيوني الذي يستمر في احتلاله وفي تشويه الحقائق التاريخية والأثرية للمنطقة، وأن محاور الندوة ركزت على ما يقوم به الصهاينة من خلق حالة تاريخية وثقافية تدعم روايته التوراتية المزورة، لتشويه الحقائق وتغيير ملامح المنطقة، لافتاً أن الفعالية جاءت بالتزامن مع الانتصارات التي يسطرها الشعب الفلسطيني في غزة ضمن ملحمة طوفان الأقصى الذين أثبتوا للعالم أن الكيان إلى الزوال وأنه من السهل التغلب عليه.
عميد كلية السياحة في جامعة دمشق الدكتور عصام حيدر بين أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة من النشاطات العلمية التي تقوم بها الكلية خلال العام الدراسي، ولها أهمية كبيرة لكونها تركز على التراث الثقافي وأهميته في صياغة الهوية الجولانية من حيث الجغرافيا والحضارة والتاريخ والعروبة. مشيراً إلى أن هوية الجولان هي العنصر الأساسي للهوية السورية المتكاملة وقد تم التركيز على هذا العنوان من خلال ثلاثة محاور: منها الإشارة إلى التراث الثقافي في الأراضي المحتلة ومحاولات التهويد من قبل العدو الإسرائيلي، وكذلك الإشارة إلى الانتهاكات المختلفة التي يقوم بها الكيان الصهيوني تجاه الآثار العربية، والذهاب باتجاه محاربة هذه الافتراءات وتعزيز الهوية المحلية للجولان.
أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة دمشق الدكتورة كاميليا أبو جبل بينت أنها ركزت في مداخلتها على الانتهاكات الإسرائيلية تجاه آثار الجولان ومحاولة تشويه الإرث الحضاري العربي فيه مشيرة إلى أنه من المعروف أنه منذ احتلال الجولان عام 1967 لجأت سلطات الاحتلال مباشرة وبمساعدة الجيش الإسرائيلي إلى عمليات التنقيب الأثري في الجولان المحتل حيث قامت بتهجير السكان لـ 138 ألف نسمة من قراهم، ووضعت إسرائيل اليد عليها وقامت بتهديمها ومحاولة تغيير ملامح المنطقة بأكملها. ومن ثم بدأت بموضوع دراسة أكثر من 200 موقع أثري من قبل البعثات الإسرائيلية، بهدف تشويه الإرث الحضاري وتشويه تاريخ المنطقة ومحاولة ربط تاريخ هذه المنطقة بمقولات وأساطير توراتية تذكر لهم أن هذه المنطقة كانت في القديم لهم ومرتبطة بتاريخهم القديم.
وتحدث الدكتور حسام غازي من جامعة دمشق عن الرواية التوراتية وأزمة الهوية الإسرائيلية، وبخاصة أن هناك توظيفاً سياسياً كبيراً لهذه الرواية لتبرير وجود الكيان الصهيوني في أرض فلسطين وأرض الجولان السوري، وكانت البداية في عام 1781، ليتابع بعدها الكثير من العلماء المشبعين بالفكر التوراتي هذه الروايات لتكريسها ومحاولة ربطها بالجغرافيا الفلسطينية والسورية، فكان الجولان من الأماكن المستهدفة بكثرة من قبل الباحثين عن تاريخ لإسرائيل ولكن هذه الجهود تصدى لها الكثير من علماء الآثار الموضوعيين في العالم الذين أثبتوا أنه لا يوجد أي مصداقية لتلك الرواية.