الثورة _ رنا بدري سلوم:
“تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية، نحن حرسنا الأرض وحصدنا القمح، قطفنا الليمون وعصرنا الزيتون”، هي كلمات لأغنية “رقصة أصحاب الأرض”، رقصة الحرية والنصر التي يرقصها أهلنا في فلسطين المحتلة وهم خلف السياج، يقاومون ويرمون الحجارة لطرد المستعمر الصهيوني المحتل، وها هي الرقصة تعود اليوم إلى الواجهة بعد أن خلّف العدو الفاشي كل هذا الدمار في الحجر والبشر لمشاهد أدمت القلوب قبل العيون لمآس يصعب وصفها لشدة بشاعتها، ما جعل النشطاء يعيدون تداول رقصة أصحاب الأرض مع كلمات مترجمة إلى عدد من اللغات لتتصدّر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني في حق العودة ودحر الاحتلال ومناهضة الجرائم المرتكبة في حق الأطفال والنساء والأبرياء.
ووفقاً لما تداوله الناشطون المعنيون بتاريخ الشعوب عبر الوسائل الإعلامية فإن تلك الرقصة أجّجت مشاعر الغضب عند العدو الإسرائيلي ما أدى إلى قنص كل من يؤديها وهو أمام السياج، وإن مشهد الفلسطيني الملثّم وهو يرقص وبيده الحجر منذ تسع سنوات وقنصه خير دليل على فشلهم في زرع الرعب والاستسلام بقلوب أصحاب الأرض المتجذّرين بها.
ويُعبّر الفلسطينيون عن تجذّرهم في مختلف الطرق التقليدية التي تعود إلى سنوات طوال، يغنون المواويل الفلسطينية، يلتحفون الكوفية، ويرقصون وهم على خطوط النار، بأقدام ثابتة يجلجلون الأرض عزّة وفخار، وهم اليوم في كل بقعة من بقاع العالم يرقصون هذه الرقصة نوعاً من التعبير عن الفرح والسعادة في إنجاز يقدمونه لبلدهم وهم يحملون العلم الفلسطيني، بدءاً من لاعب كرة القدم مروراً بطالب حصل على منحة دراسية وصولاً إلى شاب يقاوم بأقدامه الثابتة مواجهاً آليات العدو الثقيلة تعبيراً عن الصمود والمقاومة حتى الرمق الأخير. هي للعيان مجرد رقصة وحسب.. لكنها للشعب الفلسطيني هي حالة تعبيرية وجودية معاشة، ارتقت الكثير من الأرواح وأريقت بحور من الدماء لتبقى فلسطين حرّة عربيّة ويبقى الفلسطينيون هم أصحاب هذه الأرض التي تحيا بهم.