ليكسب المرء محبة الآخرين واحترامهم عليه أن يكون لطيفاً بتعامله معهم، وعليه أن يتعلم من أخطائه وأخطاء الأشخاص المحيطين به، ليصوب أفعاله وينقيها من الأخطاء، وعليه القدرة على التصرّف بشكل لائق في حال حدوثها.
وكلنا يعلم أن أي شخص لا يمكن أن يعيش بمفرده، فهو اجتماعي بطبعه، ولا تكتمل سعادته إلا بعلاقات مستمرة مع من حوله، علاقات فيها تبادل المشاعر الطيبة بشكل دائم، وفيها المشاركة بالرأي، والتبصر بكل الإيجابيات والسلبيات المطروحة، ومن دون حرج.
وهذا التفاعل الخلاق بين أي شخصين فيه متعة وسعادة لا يعرفها إلا من عاشها، وتكتمل هذه الصحبة بأشياء تعتبر ركائز لدوام هذه العلاقة المبهجة، أولها حفظ السر بينهما، وعدم البوح بأي كلمة تمت بينهما، فكما يقال “المجالس أسرار”، فإفساد العلاقة يكون بعدم كتمان السر، وكما أن دوام الصحبة يكون بالنصح والإرشاد فعلى الشخص أن يصوب سلوك صديقه عند حصول خطأ ما، لكن النصيحة يجب أن تكون باللطف وليس أمام الناس، على قاعدة الحكمة التي تقول: “من نصح أخاه جهراً فقد هانه”.
ولا ننسى محافظة الصديق لصديقه وهي إغاثته عند الضيق، وتقديم المعونة له مهما علا ثمنها، وبرحابة صدر، ودون، إحراج ولا أذى، وعدم البوح بما يقدمه لصديقه لأحد، وبهذه الحالة تتوثق وتتمتن الصحبة وتدوم، وكما قالوا: “الصديق عند الضيق”، وهذه العلاقة الرائدة أحياناً تنتقل من الآباء إلى الأبناء حباً وصداقة يطول أمدها.
بمثل هذه العلاقات الوطيدة تقوى أواصر القوة في المجتمع، ويكسب الشخص احترام الآخرين بسلوكه ومعاملته التي تحمل في طياتها الصدق والصراحة والمشاركة الطبية في الأفراح وكل المناسبات.
وأجمل أمر يجعلنا نكسب الآخرين الكلمة النابعة من القلب البعيدة عن التجريح، مع وجود الاحترام المتبادل بينهما سواء كانا مع بعضهما البعض أم أمام الآخرين ونعرف جميعاً أحياناً كلمة مسيئة جارحة تفسد علاقة عمرها سنوات عديدة يندم عليها قائلها طول العمر لذلك لا يمكن أن نكسب الآخرين إلا بسلوك يحمل ركائز عدة هي الأساس المتين لعلاقاتنا، وأخيراً نقول: السعادة نحن نحققها بمدى صفائها ونقائها مع الآخرين كلوحة مضاءة بألوان قوس قزح وتزين كبد السماء.
جمال الشيخ بكري