الثورة – المحرر السياسي:
من جديد تؤكد الصين مواقفها بدعم القضية الفلسطينية ورفض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، ففي اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي مر منذ أيام ترأس وزير الخارجية الصيني “وانغ يي” اجتماع مجلس الأمن الدولي رفيع المستوى بشأن القضية الفلسطينية في نيويورك، بحضور وزراء الخارجية والممثلين رفيعي المستوى من قرابة 20 دولة وجميع أعضاء المجلس،مؤكداً أن بلاده أرسلت رسالة واضحة جداً في هذا اليوم بالذات، ألا وهي الدفع بالوقف الشامل لإطلاق النار وحماية المدنيين بجدية وضمان الإغاثة الإنسانية، وتحديد الاتجاه لحل القضية الفلسطينية بشكل شامل ودائم.
وقال لقد أسفرت هذه الجولة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، كما أدت إلى كارثة إنسانية خطيرة، ويأمل المجتمع الدولي من مجلس الأمن الدولي أن يتحمل المسؤولية المطلوبة ويتخذ خطوات فعالة.
وظلت الصين، بوصفها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي لشهر نوفمبر، تعتبر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أكثر قضية إلحاحاً ودفعت مجلس الأمن الدولي لاعتماد أول قرار له منذ اندلاع هذه الجولة من الصراع، مما أرسى أساساً مهماً لوقف إطلاق النار المؤقت بين طرفي الصراع، ثم تجاوبت الصين مع نداءات السلام من الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، بعقد هذا الاجتماع رفيع المستوى بشأن القضية الفلسطينية في اللحظة الحاسمة قبل انتهاء الهدنة المؤقتة، ويعد ذلك جهوداً جديدة للصين لإحلال السلام خلال فترة رئاستها لمجلس الأمن الدولي، وكذلك خطوة ثابتة ومعتادة لإحقاق الحق وتحمل المسؤولية كدولة كبيرة.
وأكد وانغ يي أن السلام يحتاج إلى العقلانية والحكمة ولابد للمجتمع الدولي أن يتخذ خطوات أكثر إيجابية لإنقاذ الأرواح واستعادة السلام والعمل بحزم أكبر على إحياء الأفق السياسي لـ”حل الدولتين”، والدفع بمجلس الأمن لاتخاذ خطوات مسؤولة ومجدية.
وأشار وزير الخارجية إلى أن الرئيس شي جينبينغ أوضح أكثر من مرة موقف الصين المبدئي من الأوضاع الفلسطينية الإسرائيلية القائمة، وعلى هذا الأساس، قدمت الصين “ورقة موقف الصين عن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي” لمجلس الأمن الدولي، وطرحت فيها مقترحات عديدة، بما فيه الدفع بوقف إطلاق النار على نحو شامل، وحماية المدنيين بخطوات ملموسة، وضمان الإغاثة الإنسانية، وتعزيز الوساطة الدبلوماسية، وتنفيذ “حل الدولتين”.
ولقيت الخطوات الصينية تقديراً واسع النطاق من المجتمع الدولي، لأنها تؤكد بأن على المجتمع الدولي التنفيذ الشامل لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والاحترام الكامل لإرادة الشعب الفلسطيني، والعودة إلى “حل الدولتين” كالمسار الصحيح، وإقامة دولة فلسطين المستقلة في أسرع وقت ممكن، وهو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط.
التالي