سليمان العيسى ومرابع الطفولة في اللواء السليب

الثورة – يمن سليمان عباس:

مرت منذ أسبوع ونيف ذكرى أليمة على قلوب جميع السوريين, إنها كارثة ضم لواء اسكندرون, أو سلخه إلى الدولة التركية بتواطؤ المحتل الفرنسي وبعض ضعاف النفوس ممن عراهم التاريخ, وسيبقون سبة أبد الدهر, لواء اسكندرون جزء لا يتجزأ من الجسد السوري الذي سيعود واحداً موحداً, مهما بلغت التضحيات.
وإذا كنا لا نريد أن نستعيد قصة الغدر باللواء لأنها معروفة, فحري بنا أن نذكر أن إشعاع الفكر القومي قد انطلق من هناك, زكي الأرسوزي, وصدقي إسماعيل, والشاعر الكبير سليمان العيسى, صاحب ديوان اللواء, الذي نقتطف منه هذه القصيدة التي أبدعها منذ زمن طويل, وطبعاً هناك الكثير مما رواه الشاعر عن طفولته في اللواء, تحت اسم وائل يروي طفولته:
عشرون، دامية الخطى
مخضوبة بلظى الكفاحِ
مرّت كحالكة السواد
على أكاليل الأضاحي
عشرون، من عمُر النضا
لِ معَصّباتٌ بالجراحِ
من ساحةٍ عطشى، ولا
شكوى، إلى جَمرات ساحِ
عشرون يا بلدي الصغير،
دَرَجْنَ في هوج الرياح
غنّيت ملْحَمةَ اللهيبِ،
وأنت تلهمني صدَاحي
عشرون، أوقظها فأوقظ
قصة الوطن المباحِ
أيّ الجراحِ أَمسّه
لأعودَ محترق الجناح!
عشرون، يا وطني الصغيرِ،
أحسّها ضَرَبات قلبي
درب العروبة والكفاحِ،
وزقزقات الفجر دربي
لم أنسَ يا بلدي، ففيكَ
على الرصاص فتحتُ هدبي
أطفالكَ الثوار هم
شعري كما كانوا، وحبّي
حملوا العقيدةَ، والسلاح
بكفّ دون العشر، زغْبِ
الهادرون على طريقِ
البعث، أترابي وصحبي
العائدون غداً، وهبّي
يا رياح البغي، هبّي!
قالوا: غداً ذكرى اللواء،
ترابكَ العَطِرِ الشهيد
قالوا، فتمتمتِ الجراح
على فم الطفل الشريدِ
وتزاحمت عشرون عاماً
كي تجلجلَ في نشيدي
ورميت داميةَ الطريق
بنظرة الإلف الودودِ
أهوى الصخور الحاملاتِ
حطامِ أجنحة الفهود
أهوى طريق السائرين،
وخلفهم مزَق القيودِ
أهواكَ يا بلدي الصغير،
يضيق كبْركَ بالسجودِ
وتعيش تحت النيرِ،
صلدَ العودِ، جبّارَ الصمودِ
قالوا: فداً، وفتحت
أجفاني على مأساةِ جيلِ
ولمحت أتراب الطفولةِ
ينزحونَ مع الأصيل
الصبية المتمردون
على الهوان، على الدخيل
حملوا قلوبهم الصغيرةَ
في الجبالِ، وفي السهول
وتمزّقوا، لم تسمعِ
الصدمات شكوى من كليل
بعيونهم خَلْج الحياة
بمهجةِ الوطنِ القتيلِ
وعلى الشفاه رسالةٌ
تلوي عنادَ المستحيلِ
عربيه الإشراق، من
شعبي، من النبع الأصيلِ
أأهزّ جرحك يا ترابَ
المهدِ، يا بلدي السليبَا!
أعرفت شاعركَ الصغير،
تصوغه أبداً لهيبا!
لولاكَ لم تعرفْ شفاه
الشعر قافيةً خضيبا
لم تحترق منها العيون،
لتنهل الفجرَ القريبا
فَجَّرْتَ نبعَ الوحدة
الكبرى، أترمُقُها غريبا؟
وضّاءَةَ الخُطوات تَزْحَم
في انطلاقتِها الغيوبا
وتطلّ كالعملاقِ تحشُد
حيث أومأت القلوبا
سنعود، نعقد في مروجِك
عرسها خمراً وطيبا
أأهزّ جرحَكَ، والعروبة
في دمي جرحٌ يصيح!
أطفالك المتمردون
عقيدةٌ، ومدىً فسيح
ميداننا هذي الصحارى
والمَعَاقِل، والسفوح
ميداننا الوطن الكبير،
معاركٌ حمْرٌ، وسوح
ميلاد تاريخٍ على
هَدَرات ثورتنا يلوح
غيري المشرّد فوق هذي
الأرضِ أرضي، والجريح
غيري الذي سيموت،
حَطّمَ شفرةَ الموت الذبيح
أنا للحياة.. وفاغِرٌ
فمه لجلادي الضريح
لن يَهْزِلَ التاريخ بعد
اليوم، لن تَدْمَى خطانا
في الشوكِ، لن نَظْمَا
لترتوي الجريمة من دمانا
لن يطردوا طفلي، سنَهْرج
فوق قبرهم كلانا
كانت شموسٌ للطغاةِ،
ولن تَذِرّ على حمانا
حسبي، وحسبُكَ أننا
في القيدِ مزّقنا صبانا
حسبي، وحسبُكَ أننا
كنا اليتامى في ثرانا
عدنا، لتحترقَ العنا
كب والظلام على سنانا
عدنا.. لنشرقَ أمةً
ألقى الخلود لها العنانا
أنا ما أزال أردّ عن
عينيّ أغشية الضباب
وأراك يا مهدَ الصبا
ضحكاتِ جنّاتِ رطابِ
رتّلْت أولى الغمغماتِ
على سواقيك العِذابِ
وحملت ثورتكَ المضيئةَ
في ضلوعي كالشهاب
نَذْرٌ لفكرتها دمي
حَطَبٌ لشعلتها شبابي
كَبِرَ البراعم يا ترابَ
المهدِ في حَلَكِ الصعاب
كبِروا، فثورتهم دَوِيّ
في النجودِ، وفي الشعابِ
تَطْغَى الرياح، فتَزْحم
الطاغي، وتمْعِن في الغلاب
إنّا على شفة الوجود
قصيدةٌ نشوى، وشاعِرْ
ورصاصةٌ تلِد الضياءَ
بأرضنا، وزئير ثائِرْ
إنا على قمم “العرائس”
ألف فجرٍ في الجزائرْ
وعلى الخليج جباهنا
السمراء تَعْبَق بالبشائرْ
إنا على شَفَتيْ جمال
موكبٌ للخلد هادرْ
خلّى على الدرب العبيدَ،
وغطّت الأفُقَ الكواسر
وتفِرّ أشباح الطغاةِ،
لتحتمي خلف المجازِرْ
الثورة الحمراء تختصر
الطريق إلى المقابرْ
الصامدون، وليس أرْوَعَ
من صمودكِ يا بلادي!
الثائرون على الهوان،
الباسمون على الشدادِ
جبلٌ تعَطّشَ للحياةِ،
فهزّها بيدِ الجهاد
وتفجّر الينبوع، فانْتَشَتَ
الحواضر، والبوادي
في النصر، في عرس العروبةِ
ينطوي ليل الحدادِ
بلدي، ستَعْذب في الضفافِ
غداً حكاياتُ المَعَادِ
يافا، لنا في الشط موعدنا،
ولو جُنّ الأعادي
في العيد، عيدِ الوحدةِ
الكبرى، أضمّكِ يا بلادي!

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة