الثورة – طرطوس – لجينة سلامة:
“لتكونوا قدوة لهم.. أبناؤكم يحتاجون حضوركم، ويحتاجون نقل كلامهم وخواطرهم، كما أنهم يحتاجون أن تعرفوا ماذا في مدرستهم.”.. ثانوية الشهيد أحمد مريم تدعوكم لحضور اجتماع مجلس الأولياء، المقرر في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الخميس /7/12/2023″.. هكذا كانت صيغة الدعوة التي خطّها مدير الثانوية الأستاذ زياد مريم بعبارات أرسلها على مجموعة تواصل اجتماعي مشتركة مع أولياء الطلبة.
دعوة مغلفة بالمحبة، كانت دافعاً للتواجد أيّاً كان الظرف الصحي والمناخي والاجتماعي، فالمجلس فرصة لطرح شؤون وشجون الطلبة على محمل من الشفافية والاهتمام وبحضور المعنيين من إداريين وتربويين ومدرسين.
لن أدخل في التفاصيل على أهميتها وجدّيتها، لكني أود أن أركّز على ناحية مهمة وهي تختصر بالمجمل أغلب معاناة الأهالي مع أبنائهم في مسيرة تحصيلهم الدراسية وحياتهم الاجتماعية، والتي غالباً ما تشوبها العديد من المشكلات، ولا يمكن تجاوزها ما لم يتم التواصل مع المدرسة الحضن الآمن الثاني للطالب، والتي تسانده في معالجة مشاكله أحياناً وتساهم في تفادي وقوعه بالأزمات أحياناً أخرى.
القصة كلها تكمن عند تلك الفئة العمرية الحساسة ومرحلة المراهقة الحرجة، وصعوبات وخصوصية التعامل معها، فالتأنيب المستمر وكثرة النصائح والتوجيهات والحرص الشديد، قد تؤدي أحياناً إلى نتائج غير مرضية، فليست هناك حلول على المقاس ذاته لكل طالب، وعلى حالته النفسية ووضعه الاجتماعي ومستواه في التحصيل الدراسي، ولا يمكن تعميم هذه المعالجة أو تلك على الآخرين.
وما يزيد الحالة اضطراباً عند أغلب أبنائنا الطلبة هو الاختراق الممنهج لوسائل التواصل الاجتماعي لعقل هذه الفئة العمرية التي لا تستوعب كل ما تشاهده وما تسمعه عبر الشاشة الذكية، فيحدث الارتباك الذي يأتي غالباً على الكثير من الجوانب الجميلة في حياة المراهق الذي يصل إلى وضع حسّاس وحرج يتطلب وعياً وحرصاً من المدرّسين الذين نجلّهم ونقدّر عطاءهم ونبل عملهم، ويتطلّب أيضاً استيعاب طيش البعض منهم وتدنّي التحصيل الدراسي لدى البعض الآخر، فليس الكل على سوية واحدة من الوعي والنضوج والاهتمام بالمستوى الدراسي.
وتلك ليست مسؤولية المدرسة، وإنما تشارك الأهل في تجاوز ما يمكن تجاوزه من عقبات وصعوبات قد تعترض سيرة الطالب في هذه المرحلة خاصة في عصر النت الذي بات شريكاً مع الأهل والمدرسة في تنشئة شباب الجيل الذي في أوقات عدة يحرجك فيأخذك إلى زوايا قد تصعب الخروج منها.
لكن العزيمة على إيجاد الحلول بمساعدة الاختصاصيين هي الخيار النبيل.
فهناك العديد من الأهالي يصابون بالاستياء من الوصول إلى حلول لمشكلات أبنائهم، والتي تحتاج أحياناً إلى الكلمة الطيبة والاحتواء وتقبّل الحالة أياً تكن ومنها ظاهرة التدخين وإدمان استخدام النت وغيرها من المشكلات التي لا بد من تفاديها وحلها.
أبناء هذا الجيل وعلى خصوصيته أمانة بأعناقنا ومسؤوليتنا أولاً وأخيراً، وهم أمل المستقبل الذي نرجوه أن يكون آمنا وجميلا ومكللا بالنجاح على كافة الأصعدة العملية والعلمية.
مستقبل نرجو أن يكون فيه أبناؤنا معافين صحياً ونفسياً من تبعات الحرب وخرابها ومن غزو وسيطرة وسائل التواصل الاجتماعي بالشكل الذي يحرق مراحل أعمارهم دون فائدة ويدمّر خيارات كانت الأولى بأوقاتهم وجهدهم.
أعباء الدوام النصفي..
قضايا عدة تمت مناقشتها في اجتماع مجلس الأولياء أهمها شؤون تتعلق بالكتاب المدرسي وعدم توفر كتابي الفرنسي والفلسفة لطلاب الأول الثانوي.
الموجهة الاختصاصية لمادة اللغة الانكليزية بمديرية تربية طرطوس علا الموعي أجابت على التساؤلات كلها وأثنت على التواصل المباشر والمستمر بين المدرسة والأهالي وركزت على الالتزام بالنماذج الوزارية في الامتحانات وعدم الالتفات إلى ما تطرحه صفحات الفيس بوك من تسويق لأخبار كاذبة حول قضايا تربوية وأكدت على دور المعلم القدوة ومكانته المحفوظة لدى الجميع والتي لا يمكن لطالب أو آخر غير مهتم بدراسته أن ينال من هيبته وقدْره.
وأوضحت أن مصلحة الطالب هي الغاية الأسمى للعملية التدريسية، ونوهت بآلية ضبط الصف الدرسي والحفاظ على استقرار هذه العملية عبر التعاطي بأمانة ومحبة مع الطلبة.
وكان الحضور يأمل تواجد ممثلي المجتمع الأهلي في منطقة دوير الشيخ سعد للبحث في مشكلة إيجاد حل للدوام النصفي في مدرسة دوير الشيخ سعد الحلقة الثانية، ومناقشة البدائل خاصة مع توفر المقتدرين ممن لديهم الإمكانيات المالية للتعاون في تقديم ما يسهم بتحسين العملية التعليمية.