يدرك الكثيرون حول العالم أن كيان الاحتلال الإسرائيلي هو بؤرة توتر لإشعال نار الحروب وقاعدة أمريكية في منطقة الشرق الأوسط، ونتنياهو، أو أي مسؤول إسرائيلي آخر، هو عبارة عن دمية صغيرة بيد الولايات المتحدة ومتى ما شاءت بإمكانها تأجيج الوضع في هذه المنطقة أو أي مكان آخر من العالم.
هربت واشنطن من أفغانستان بعد هزيمة نكراء ولتغطية فشلها أشعلت نار الحرب في أوكرانيا، وبعد عام ونصف من الحرب في هذا البلد وهدر مليارات الدولارات الأمريكية على تسليح أوكرانيا لكي تحرز نجاحاً ما وتلحق بروسيا هزيمة إستراتيجية فشلت أيضاً في تحقيق مشاريعها في أوكرانيا وتشعر اليوم بأنها مقبلة في الأسابيع الأخيرة على هزيمة شنيعة مماثلة لهزيمتها في أفغانستان.
واشنطن كالعادة لجأت إلى ربيبتها لتفجير منطقة الشرق الأوسط من خلال العدوان وتأجيج الوضع في قطاع غزة لقاء ضخ مليارات الدولارات كمساعدات للقاتل المأجور.
الرئيس الأمريكي جو بايدن يريد أن يرمي ورقته الأخيرة، وأن يحرز انتصاراً ما قبل أن يدخل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة بعد الفشل المتلاحق من أفغانستان إلى أوكرانيا إلى تايوان وبالتأكيد سيفشل في الشرق الأوسط أيضاً.
الوضع العالمي ليس كالسابق ويسير باتجاه العالم متعدد الأقطاب وتظهر بلدان سيادية جديدة تناهض سياسة القطب الواحد وترفض التبعية ونهب خيراتها من قبل البلدان الطامعة وهذا ما أكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً.
وحتى في الشرق الأوسط تغير الوضع ليس لصالح الولايات المتحدة فالبلدان العربية التي كانت تعتبر حليفة لأمريكا قد أدارت وجهها عنها وتنوي الانضمام إلى بلدان “بريكس” للتنمية.
وجاء التقارب بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية كخطوة إيجابية تترك أثرها الإيجابي على بلدان الشرق الأوسط وعلى ضفاف الخليج العربي.
وفي أوروبا تتصاعد شعبية قوى اليمين المتطرف ففي سويسرا فاز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة “حزب الشعب السويسري الوطني المحافظ” المؤيد للحياد والحفاظ على الهوية الوطنية والمعارض لانضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
وفي ألمانيا تزداد شعبية “حزب البديل من أجل ألمانيا” الذي فاز بالمرتبة الثانية بعد التحالف الحاكم، والحزب يعارض العقوبات ضد روسيا ودعم أوكرانيا بالأموال والأسلحة.
وما المظاهرات التي عمت شوارع المدن العالمية تضامناً مع غزة وتنديداً بالجرائم الصهيونية إلا دليل جلي على صحوة عالمية لحقيقة الكيان الصهيوني واغتصابه لحقوق غيره بالقوة والقتل والتدمير وأن وحشيته لا تستثني الأطفال والنساء والشيوخ.
وهنا يبرز دور الأمم المتحدة التي يجب عليها أن تقوم بدورها الذي أنشئت من أجله وهو تعزيز السلام والأمن بين الدول وتسوية النزاعات وتقديم المساعدات الإنسانية.
وعليها ألا تكون أداة بيد هؤلاء المجرمين بحق الشعب الفلسطيني، عليها اغن تحترم البلدان المنضوية تحت لوائها وتتخذ في الحال قراراها بلجم ووقف أعمال الإبادة الوحشية بحق سكان غزة.
ومهما حاول الكيان الغاصب للأرض والحقوق تبرير جرائمه بشكل فاشي بشع فإنه متورط في الإجرام وإبادة الفلسطينيين وعلى من يسمي نفسه “العالم الحر” إحالته إلى القضاء على شاكلة محاكمات نورنبيرغ بتهمة ممارسة جرائم حرب وإبادة شعب بأكمله.
جمال ظريفة