الثورة – دمشق – غصون سليمان:
حرص الاتحاد العام لنقابات العمال منذ تأسيسه على استمرار الأنشطة الثقافية والاجتماعية وكل ما يهم الطبقة العاملة على جميع المستويات.
وبمناسبة اليوم الوطني للتشجيع على القراءة وأهمية الثقافة في حياة الشعوب والمجتمعات أقام اتحاد عمال دمشق وريفها ندوة بهذا الخصوص في مبنى الاتحاد قدم خلالها مدير تحرير مجلة الفكر السياسي في اتحاد الكتاب العرب الدكتور عبد الله الشاهر عرضاً موسعاً وغنياً حول مفهوم الثقافة ببعديها الوطني والمعرفي، وأنها العامل الأساس في تطور المجتمع أو تخلفه، لافتاً إلى الدور التاريخي للعمال في حياة المجتمع السوري وأنه القاعدة المادية والركيزة الأساس التي من خلالها نستطيع بناء الوطن.
الدكتور الشاهر أوضح أن الإشكالية القائمة في بلدنا هي حول المسألة الثقافية، وبالتالي نسعى جاهدين لأن تكون هذه المسألة حالة متقدمة في مفاصل المجتمع بدءاً من الأسرة وانتهاء بالمراكز الوظيفية القيادية.
وأضاف: إنه إلى يومنا هذا لن نستطيع أن تحقق الحد الأدنى من الطموح الثقافي، وذلك بسبب كثير من القضايا التي يمكن مناقشتها في الحياة الثقافية، مؤكداً أن الثقافة هي حالة التراكم والحضور لبناء شخصية الفرد في المجتمع، ومن دون ثقافة لا نستطيع منافسة المجتمعات الأخرى، ولا نستطيع أيضاً أن نبني أنفسنا من خلال المال.. و منجزات الحياة المعاصرة، فامتلاك الثقافة تقوي الشخصية، وتزيد المعارف ومن خلالها نستطيع تقليص الفرق الحضاري بينما وبين المجتمعات الأخرى.
– تفعيل الحالة الثقافية..
ونوه الدكتور الشاهر بأن اتحاد العمال بكوادره النقابية قادر أن يفعل الحالة الثقافية باعتبار العمال متواجدين في مختلف مفاصل الحياة ومن الضروري الاهتمام ببناء عامل مثقف، ما يخلق لنا رؤية جديدة وفعل جديد ومساهمة جادة.
وقال في عرضه الشيق إن ما يواجهه المجتمع من صعوبة يعود لابتعادنا عن الكتاب وعن القراءة والتحصيل الثقافي الذي يؤدي إلى بناء الشخصية، فإذا لم تكن الثقافة قائمة في حياتنا سنبقى في حالة تبعية للدول الأخرى، لافتا في هذا السياق إلى عوامل إخفاق الحالة الثقافية في التركيبة السكانية أو العائلية في الريف السوري ما أدى إلى انخفاض معدل القراءة نتيجة ترك الأبناء للمدارس لظروف قاهرة خلال الحرب العدوانية على سورية، وفعل الهجرة بشقيها الداخلي والخارجي ما دفع بالكثير من العائلات السورية إلى الهجرة، حيث ارتفعت نسبة التسرب في مدارسنا لاسيما بمرحلة التعليم الأساسي، ومرحلة التعليم الأساسي لغاية الصف التاسع هي الحد الأدنى الذي يجب أن يحصل عليه الطفل أو اليافع وفق التحديد العالمي لمنظمة اليونسكو، إلى جانب العوامل الاقتصادية الأخرى. مؤكداً أهمية التشاركية في العمل الثقافي بين وزارتي التربية والثقافة واتحاد الكتاب وأهمية برنامج تحدي القراءة اليوم وضرورة إعادة المكتبات إلى مدارسنا و بيوتنا.
رئيس اتحاد عمال دمشق وريفها عدنان الطوطو ركز في حديثه على الدور الاجتماعي والنشاط الثقافي وخطط التأهيل والتدريب التي يقوم بها الاتحاد على مدار العام، لافتاً إلى الأهمية القصوى في تعليم أبناء العمال من خلال الدورات المجانية للشهادتين الإعدادية والثانوية حيث حقق عدد كبير من أبناء العمال شبه الدرجة الكاملة وتم تكريمهم في احتفال مركزي.
بدورها عضو المكتب التنفيذي أمين الثقافة والإعلام ميادة الحافظ أشارت إلى أهمية الثقافة في حياة الفرد والمجتمع وأن الجميع مسؤول ومعني بالنهوض بما يليق بسورية الدور والحضارة، مبينة غنى الأنشطة التي يقوم الاتحاد لتمكين الإخوة العمال والعاملات بما يساعدهم في حياتهم على التطوير والإنتاج، فكل ما هو مفيد وجديد يزيد من درجات الوعي والمعرفة بأهمية الثقافة يشكل دعماً وتحصيناً لبيئة المجتمع، مقدرة للمحاضر ما أورده من عناوين تلامس تفاصيل حياتنا الواقعية.