رفاه الدروبي
خلَّد التشكيلي موفَّق السيد الشهادة وأحداث غزة في لوحة شارك فيها بالمعرض السنوي ضمَّت أيام الفن التشكيلي السوري السادس «الهوية والتجديد» في المتحف الوطني بدمشق، أطلق عليها «رحلة الصعود إلى السماء» وما آلت إليه حال أهالي غزة من المحتلٍّ الغاصب.
التشكيلي السَّيِّد أشار إلى أنَّ لوحته فيها الدمار والخراب وجسَّدهما في أسفل اللوحة، والسواد والدخان يتصاعد، وفي المنتصف لفائف الفردوس الأعلى لجثامين الشهداء المُرتقية إلى السماء فأزهرت بهم وتحوَّلت لنجوم وقناديل تُضيء عتمة الكون وكأنها شكَّلت «ثريا» جميلة، لافتاً إلى أنَّ مدينة غزة تحوَّلت لتكون أرض الشهداء، حيث تتجسَّد البسالة والصمود وذرف الدموع على فقدان الأبناء، لكنَّ يكفينا فخراً عندما نستذكر شجاعتهم وتضحياتهم أنهم في أعلى عليين.
وأوضح أنَّ الشهادة فخرٌ كبير لا يعادلها شيء، ولكن قلوبنا يعتريها الحزن وحزننا ليس له مثيل، الأمرالذي عكسه الفنان من خلال اللون الأسود المحيط باللوحة، بينما شهداء غزة يبقون في قلوبنا كنجوم لا تنطفئ، تشعُّ بريقها في أصعب اللحظات، مُنوِّهاً بأنَّنا نفتقدهم ونحمل في قلوبنا الأسى على شباب لم يعش في هناء وسكينة وهمّه تحريرالأرض.
كما أكَّد أنَّ لكلِّ شهيد في غزة قصة تروي تشبُّثه بالأرض وإعلاء كلمة الحق ضدَّ عدوٍّ سرق أرضاً بجبالها، ببيوتها، بأشجارها وبيَّاراتها، وحوَّلها إلى دمار، قصة ترويها الأرض لكلِّ العابرين، وستظلُّ خالدة في ذاكرتنا، فشهداؤنا لن ننساهم، إنهم منارات خالدة، بطولاتهم تحمل في طيَّاتها الكثيرمن حكايات الصمود والإرادة، وتزهرعطاءاتهم على أرض غزة لتتجدَّد أرواحهم من جديد.