الثورة – ترجمة رشا غانم:
رداً على استفسارات وسائل الإعلام حول ادعاء سفير الولايات المتحدة لدى الصين نيكولاس بيرنز الأخيرة بأن بكين ليس لديها خطة للتعاون مع الولايات المتحدة في استكشاف القمر، نفى متحدث باسم إدارة الفضاء الوطنية الصينية هذا الادعاء، مشيراً إلى أن العقبة الحقيقية هي الحواجز التي أقامتها واشنطن.
هذا وجاء تعليق بيرنز على أثر شكوى أمريكية بأن وكالة الفضاء الصينية رفضت منح وكالة ناسا حق الوصول إلى التربة القمرية لمهمة الفضاء الصينية التي رجعت من القمر في عام 2020، حيث جمعت المهمة الصينية 1731 جراماً من تربة القمر وأعادتها إلى الوطن، وفي بادرة حسن نية لتيسير التعاون الدولي، عرضت سلطات الفضاء الصينية تقاسم عينات التربة مع المؤسسات العلمية الدولية المهتمة، واعتباراً من تشرين الأول الماضي، يمكن للأطراف المهتمة تقديم طلب للحصول على بعض التربة.
هذا وتريد الإدارة الوطنية الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء أيضاً الوصول إلى التربة لأغراض البحث، لأن الموقع الذي تم فيه جمع التربة قد يوفر معلومات ذات أهمية علمية خاصة، وعلى وجه التحديد، يعتقد العلماء أن عينة مهمة Chang ‘e 5 الصينية القمرية قد تلقي الضوء على التاريخ المتأخر للأنشطة البركانية على القمر.
وعلى عكس أقرانها الدوليين، تواجه ناسا عقبة فريدة وضعتها حكومتها، والتي تمنعها من التعاون مع نظيرتها الصينية، فكما أشار المسؤول من وكالة الفضاء الصينية، فإن ما يسمى بتعديل الذئب، وليس التردد الصيني، هو الذي يمنع الأبحاث الممولة من وكالة ناسا من الوصول إلى عينات القمر الصينية، حيث تم تمرير “وولف أميدندمينت” من قبل الكونغرس الأمريكي في عام 2011 ويحظر البحث الممول من وكالة ناسا بشكل مباشر، التعاون الثنائي مع الحكومة الصينية والمنظمات التابعة للصين ما لم يوافق عليه مكتب التحقيقات الفيدرالي والكونغرس.
يذكر أن التشريع مستمد من تقرير 1999، التي ادعت أن المعلومات التقنية التي قدمها مصنعو الأقمار الصناعية الأمريكيين إلى الصين والتي تنطوي على إطلاق أقمار صناعية ربما تكون قد استخدمت لتحسين تكنولوجيا الصواريخ الباليستية الصينية العابرة للقارات، وبعد ذلك، بدأت إدارة باراك أوباما في وضع قيود أكثر صرامة على التبادلات التكنولوجية مع الصين، وهو شيء واحد سواء سمح مكتب التحقيقات الفيدرالي والكونغرس الأمريكي لوكالة ناسا بالانخراط في شكل ودرجة من التعاون مع نظرائهم الصينيين أم لا؛ وهي طريقة أخرى للتعامل مع هذه التبادلات بين الجانبين، وكما قال المتحدث باسم وكالة الفضاء الصينية، لطالما كانت واشنطن هي التي تعارض التعاون الفضائي الثنائي، وبكين، من جانبها، كانت دائماً منفتحة على مثل هذه التبادلات وبذلت محاولات متكررة للحفاظ على التعاون بين الوكالات، وبدلاً من اتهام الصين، يجب على واشنطن إزالة الحاجز الاصطناعي الذي أنشأه تعديل وولف.
وبينما تصر واشنطن على أنها ستتعاون مع الصين حيث تعتقد أنه ممكن وبالشكل الذي يخدم مصالح الولايات المتحدة، تفضل بكين مناخا بناءً بشكل عام حيث لا مكان لعقلية الحرب الباردة لتعديل وولف.
المصدر – تشاينا ديلي