الثورة – رنا بدري سلوم:
“أطفالك لا ينسوك فلسطين في أفيائك نسرينُ هم زهر الشوك والورد، الآن وليس غداً أجراس العودة فلتقرع”، هي أمنيات أطفال غزّة ليعودوا إلى دفء منازلهم وأجراس النصر تقرع، فأجراس العيد خجلى من دم الأبرياء النازف فيها، من أطفال يتامى يفتقدون ذويهم يبحثون عنهم بين الرّكام، بين الجثث المكفّنة.
قرعت أجراس العيد في الكنائس في بيت لحم مهد السيّد المسيح والأجواء الحزينة تخيّم، فلا احتفالات تذكر بل صلوات ودعوات وإشعال الشموع، فرغت ساحات العيد من شجرة الميلاد والزينة والهدايا.
في كنيسة المهد صنعوا من الأنقاض مغارة، وجه باك يسأل السلام ويصلّي مرتدياً الكوفيّة الفلسطينيّة، هو مجسّم نفّذه الفنان الفلسطيني “طارق سلع” مغارة الميلاد وسط ما بدا أنه منزل مدمّر، أطلق عليه “الميلاد تحت الأنقاض” في إشارة رمزيّة للدمار الذي يشهده قطاع غزّة نتيجة القصف الإسرائيلي الوحشي المتواصل، إضافة إلى تماثيل لعائلة فلسطينية في أثناء النكبة الفلسطينية، لا أمنيات في هذا العيد عند الأطفال الفلسطينيين سوى فرحة تعود وسلام يسود على أرض غزّة الباكية التي تترمّد وجعاً.