تجد فكرة مايمكن تسميته الديمقراطية التكاملية صدى إيجابيا” لدى الوسط الحزبي والمقصود بالتكاملية اتباع أسلوبي التعيين والانتخاب في مسار العملية الديمقراطية المتعلقة بانتخاب اللجنة المركزية والقيادة المركزية التي ستنبثق عنها، وفي هذا الأسلوب يمكن التخلص من سلبيات التعيين وسلبيات الانتخاب والأخذ بإيجابيات التعيين والانتخاب بحيث يصل الحزب الى محصلة انتخابية وقيادية جيدة وفي هذه الحالة تمنح فرص عديدة لمن لا يحالفهم الحظ او ليس لديهم فكرة المغامرة بخوض انتخابات غير مضمونة النتائج بحكم المؤثرات غير الموضوعية التي تحكم سلوك وخيارات المثير من الناخبين بحكم الروابط الاجتماعية والمحسوبيات والاستهدافات لبعض الرفيقات والرفاق ممن يجدون في أنفسهم الكفاءة والتميز ويصبحون هدفا” للبعض ما يجعلهم خارج قائمة الفائزين، وما يسببه ذلك لهم من أذية نفسية ويجعلهم يحجمون عن خوض العملية الانتخابية.. ولا شك أن هذه المسألة تجعل المؤسسات الحزبية المتسلسلة تفتقد للكثيرين من أصحاب الكفاءات، وهنا يصبح أسلوب تعيين نسبة محددة في المؤتمرات والقيادات أمرا” ضروريا” وحاجة ماسة ولاسيما في اللجنة المركزية والقيادة المركزية .
إن جهازنا الحزبي بشكل عام ليس لديه الروح الديمقراطية لتقبل فكرة الرسوب في الانتخابات الحزبية وهذه مشكلة حقيقية أو إشكالية يجب تجاوزها إن شاء الله وتكريس ثقافة النجاح والرسوب في الانتخابات. والمسألة الأخرى التي يجب التوقف عندها هي حالة المجاملات والوعود غير الصادقة التي يبديها الكثير من الرفاق المنتخبين للمترشحين ما يشجعهم على خوض الانتخابات ثم يتفاجؤون بالرسوب وعدم حصولهم ولو على نسبة معقولة من الأصوات التي وعدوا بها ما يجعلهم يتخذون مواقف سلبية مستقبلية من عملية الترشح والانتخاب فعدم شفافية الرفاق في تعاطيهم مع كتلة المترشحين والازدواجية في الوعود هي قضية سلبية وظاهرة الوقوف عندها ومعالجتها وتجاوزها كثقافة سلبية لا تليق بجهاز حزبي يفترض به أن يكون شفافا” وواضحا” في خياراته ومواقفه الانتخابية.
إن الحديث عن عملية ديمقراطية مثالية هو حديث بعيد عن الواقع ولكن الوصول الى مستوى مقبول من الخيارات الصحيحة والمناسبة والمعقولة مسألة ممكنة من خلال حراك توعوي تقوده المؤسسات الحزبية القيادية والإعلام الحزبي واللجان المشرفة على العملية الانتخابية من ألفها الى يائها، وهذا يفترض ان يسبق العملية الانتخابية سواء كان ذلك عبر جولات على الشعب والفروع أو قبل عملية الانتخاب، وهذا يرتبط بالقدرة على تقديم خطاب مقنع قادر على التأثير في كتلة الناخبين التي تضم بالتأكيد أعدادا” غير قليلة ممن يمتلكون الوعي المناسب لاختيار الأفضل والأكفأ من بين المترشحين. ولاشك أن أخذ هذه الأمور بعين الاعتبار سيكون له نتائج إيجابية على العملية الديمقراطية ويوصل الى محصلة انتخابية جيدة تستكمل بعملية التعيين التي تكمل اللوحة الحزبية والوطنية بما تراه مناسبا” ويشكل قيمة مضافة لخيارات الناخبين وصولا للجنة مركزية وقيادة مركزية قادرة على الاطلاع بالمهام التي تحدث عنها وأشار الى بعضها الرفيق الأمين العام للحزب الدكتور بشار الأسد .
د . خلف المفتاح