حواراتٌ سماويّة.. «عبرَ سياطِ بريد البرق»

الثورة _ هفاف ميهوب:
من يقرأ بريد الأديب والشاعر العراقي “أسعد الجبوري” جيداً.. “بريد السماء الافتراضي”، لابدّ أن يشعر بأن حواراته كلّها، تستنطق المجهول لدى شعراءِ وأدباءِ ومفكّري العالم بأكمله..

هم مبدعون راحلون، يختارهم عقلاء فيجنّن الحوار بقراءته الثاقبة لخفايا عوالمهم وأفكارهم الإبداعية.. يختارهم مرضى أو مجانين أو شاذين، فيشفيهم ويخاطب عقولهم، برؤاه التي تستدعي أسباب اعتلال كلّ منهم، أو انحرافه وتمرّده على الكون والبشرية.. يختارهم أبرياء فينصفهم، أو مذنبين فيحاكمهم، ليردّهم بعدها إلى الوجود، في حوارات بريده الافتراضي الذي عنون الجزء السادس منه، بـ”شعراء السموّ والضلال والخلود”..
في تقديمه للكتاب، يبدع الشاعر والباحث العراقي “خزعل الماجدي” في توصيفه لحوارات “الجبوري” السماوية، بل لـ “بريد البرق” الذي يقول عما يحمله من فنٍّ إبداعي قادرٍ على “تركيب أجنحةٍ وألسنة جديدة، لشخصياتٍ نعرفها لكننا نندهش بها من جديد”:
“هذا البريد السماوي لم يأت عبر السماء، ولا عبر المطر، بل جاء عبر البروق التي صعقت به، ذوات جسد هذا العالم، الآيل للسكون والخوف والظلام والموت، فأشعلت منه ناراً لاتنطفئ..”..
يدير “الجبوري” حوارته هذه، عبر الشبكة العمومية لاتصالات الأرواح، وكأنه ابتكر محرّك بحثٍ يدلّه على الكائنات السماوية، ليجول في عوالمها، باحثاً عن المحظور، ومشيحاً عن المعهودِ والمتاح.
محرّك البحث هذا، يقوده إلى الشعراء الذين اختارهم، ومن ثم إلى أفكارهم المخفية.. إلى أغوارها التي تحمل ما أبدعه خياله، مضيفاً إليه وقائع استمدها من قراءته لحياتهم وآلامهم ومعاناتهم وأمراضهم ونصوصهم وصفاتهم الواقعية، ناسجاً للقارئ الذي يتابعه، صوراً وإن توالت بشكلٍ فانتازي، إلا أنها تجعله يشعر بانجذابٍ إلى المختلف، غير النمطي أو الاعتيادي.
إنه الانجذاب إلى الغريب والجديد والجريء، من النصوصِ المبدعة والمتفرّدة، وإلى الصور التي يحملها هذا الجديد، وتتجاوز المحظور لتقول، بأن الإبداع الحقيقي قادر على تحطيم كلّ مايعيق انطلاقته، أو يمحي آثاره الخالدة.
عشرون شاعراً حاورهم “الجبوري” سماوياً، ولأنه لايسعنا تناول الحوار الذي تمّ مع كلّ منهم، نكتفي بذكرِ بعضهم: الشاعر البرتغالي “فرناندو بيسوا” والمصري “نجيب سرور” والأميركي “تشارلز بوكاوسكي” والأميركية “سافو” واللبناني “جورج شحادة” والأفريقي “دنيس بروتوس” والفلسطيني “معين بسيسو” والروسي “جوزيف برودسكي” والفرنسي “جان جينيه” والسوري “ممدوح عدوان”..
هؤلاء وغيرهم، من “شعراءِ السموّ والضلال والخلود”، حاورهم “الجبوري” عبر بريده الافتراضي، في البعيد والماورائي والفانتازي..حاورهم بإبداع متفرّدٍ ومُبتكر، ولا يمكن لنا تقييمه، ولاسيما بعد أن قيّمه “الماجدي” الذي قال عنه في ختامِ تقديمه:
“إن ابتكار طراز أدبي في هذا الزمان، ليس بالأمر الهيّن، وبريد السماء الافتراضي، طرازٌ مميّز، ينتمي إجمالاً إلى فانتازيا الأدب، لكنه مربوطٌ بجذورٍ تصله بالعالم الواقعي، فالأسماء التي يسعى “الجبوري” للحوار معها، موجودة في الماضي القريب أو البعيد، ولهؤلاء آراءٌ واضحة أو مضمرة، في جوانبٍ شتى من جوانب الحياة والثقافة، لكنها تأتي هذه المرّة، عبر سياطِ بريد البرق”..

آخر الأخبار
تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً ليست مجرد أداة مالية.. القروض المصرفيّة رافعةٌ تنمويّةٌ بعد غياب أربعة أيام.. التغذية الكهربائية تعود لمدينة جبلة وريفها حدائق حمص خارج الخدمة.. والمديرية تؤكد على العمل الشعبي سوريا في صلب الاهتمام والدعم الخليجي - الأوروبي