الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
أصعب الأوقات عندما تتلاشى الأحداث من ذاكرتها وتصبح وحيدة داخل حكاياها، حينها كلما تعرضت لعاصفة رملية، تضطر إلى تفاديها، لكنّها تلاحقها كلما راوغتها وتطاردها.
تغمض عينيها مستسلمة وترقد في مكانها وتلتف حولها، وعندما تذهب إليه مهملة التوجس من رمالها يتوقف الزمن وتتبخر كأنها،لم تكن موجودة.
تحولها الكامل للتعامل مع العاصفة طوال الوقت والتفكير فيها ونتائجها يوقف الزمن، وكأنها تدخلها مراراً وتكراراً يومياً، من دون أن تمر بها أبداً.
وعندما تفكر في إبعادها تصبح عنيدة، ويمضي الوقت ضائعاً ومتوتراً،تتمنع كلّ اللحظات الهامة من الاقتراب لترسم غيوماً ملبّدة تبتعد دون أن يهطل المطر.
في وقت لاتدري كيف؟
حين تتحرر بالكامل حتى من تلك العاصفة وبقايا رمالها ;وتنسى سبب دخولها إليها، دون مقاومة الذكريات أو قطع تدفق الأحلام، تشعر أن كلّ شيء قد تبخر واتجهت نحو أفق لا يحده أي إطار.
يحاكي مرور الزمن الذي طالما أرادته، مجرداً من اللحظات التي عاشتها، ممسكا باللحظة الحاضرة ، متجاوزاً كلّ ماتم في الماضي، معتبراً إياه مجرد سند يتكئ عليه لينجز الأهم في قادم الأيام.
تهمس لذاتها مراراً أنها لن تتمكن من الإمساك في الحلم وتنفيذه بابتكارلم يسبق لها أن عاشته، إلاإن قذفت بكلّ شيء في الفراغ معتبرة أن كلّ مافعلته يوماً مضى ولا يكفي. وهاهي تعود من نقطة البدء عليها تنتشي بالحياة والحلم والإنجاز معاً، بعيداً
عن الأسوار التي استوطنتها مراراً.
العدد 1173 – 9 -1 -2024