الملحق الثقافي- منى حبابة:
لاترحل الآن .
فالليل ماطر. والعتمة لن تدلك.
ابق حتى الصباح.
وسأرحل معك في حقيبة ذكرياتك الخطيرة.
بشارة العام الجديد.
أخفف عنك الغربة.
فأنا هناك في العام القادم .
وطنك الصغير في الغربة الكبيرة.
لاترحل الآن .
وانتظر حتى نهاية السنة.
ياأيها المسافر الذي ينتظر التأشيرة.
اوجعتني الأعوام وانا أجس نبض مدينة تفوقت بالحب على حبال مدن تدلت من أعناقها وباتت للريح مفاصلها
تطاولت بالزجاج بالارتفاعات .بالنساء بالنبيذ .
كانت مدينتي تصلي الفرائض الخمسة تتعكز على القبلتين
تنادي اليسوع منها السلام
تخرج من أنفاس الأرض أجنة الرحمة
لتحضر رأس السنة
مرفقة بأسماء مسجلة ..حملنا الشموع وساروا بين المعابد
في خطوتين سفر ضوء وأضوء المدينة تعج بالابتهالات
تركت حذائي العتيق وسرت حافية أصلي لعام جديد
نزحت الثلج عن سنة قديمة سنة بانت عظامها وهطلت الأوراق اليابسة نحو الخريف الطويل
كل شيء بات ميتاً.
مثل أصنام تمشي مثل دمع تحجر تعود على الموت كل يوم يدفن حلماً
رافقته النعوش…لم تهدأ الأمهات
وهي ترمي الورد فوق القبور
وباتت العرائس أرامل وأطفال يتيمة
لم تعد تتزين النساء بالجواهر
ولم تلبي السماء لها نداء
ولم يعد العيد طفل مريم
ولم تعد شجرة الميلاد ميلاد
وفحوى الثلج بات جلاد.
في العام القادم لن نترك الفصول يتيمة سنبقى نهز المهد وتسقط الحيلة الرخوة بعيداً عن الأضواء
نحمل المزاهر دفاتر ونرسم بأقلامنا الشمس ضياء.
ونبني كراريسنا أملاً نعبئ الأنهر مافاتها من ماء نبعهم حثيثنا .برفقة الأنبياء
العدد 1173 – 9 -1 -2024