رفاه الدروبي
قدَّمت التشكيلية غادة حداد عدة لوحات جسدت فيها معاناة أطفال غزَة، وما تتركه الأحداث من أثر نفسي في داخلهم، فرسمت طفلة صغيرة أطلقت عليها «غزة» بعينين دامعتين ونظرة قوية تُمسك بيدها شمعة الرجاء، وتُحيط بها أسلاك شائكة ترمز لاحتلالٍ لم يترك مجالاً للبشر وللحجر.
وأشارت التشكيلية حداد إلى أنَّ عملها الثاني عبارة عن لوحة تضمُّ المسجد الأقصى وقبَّة الصخرة وكنيسة القيامة وأيادي ضارعة منتفضة غاضبة لأشخاص يناضلون ويقاومون من أجل قضية حملنا آلامها وتربينا عليها منذ الصغر، وازدادت مع أحداث غزة من جديد، مؤكدة أنَّ عملها الثالث أنجزته بأوقات عمل طويلة ويحتوي على شجرة زيتون أسمتها «باقون ما بقي الزعتر والزيتون»، إنَّها رمز فلسطين تُروى بدماء أهلها وأصحاب الرأي والقضية لإنقاذ أرض الرسالات، مُستخدمةً تقنية «الكولاج» لإبراز أوراق الزيتون، وإظهار جمال الشجرة والكوفيَّة المُحيطة بها.
كما بيَّنت أنَّ لديها تقشُّفاً تجاه تعدُّد الألوان، فمزجت بين الزيتي والإكريليك مقتصرة على البني والرمادي وتدرجاتهما لأنَّها تريد أن تعبِّر فيها كنوع من التحدي، مُتَّبعةً المدرسة الواقعية المعاصرة، ومشيرةً إلى أنَّها شاركت مع «فنانات أوغاريت» في أعمال فنية عدَّة عرضتها في صالة زوايا مُسلِّطةً الضوء على أحداث غزة لتأثُّرها بما شاهدته من قهر وقتل ممنهجَيْن بحقّ الصغار، ومعاناتهم وثباتهم وصمودهم واستشهادهم لأجل قضية مركزيَّة أصبحت حالاً يعيشه كلُّ الناس وصارت من أساسيات الحياة اليومية.
التالي