الثورة – هراير جوانيان:
افتتحت نهائيات النسخة الرابعة والثلاثين من كأس أمم إفريقيا في كرة القدم في ساحل العاج، بحفل افتتاح مبهج على وقع رقصات القارة السمراء وقرع الطبول وإطلاق الألعاب النارية، وذلك في أجواء احتفالية في ملعب الحسن واتارا في مدينة أنياما، شمال العاصمة أبيدجان، وبحضور أكثر من 50 ألف متفرج تقدمهم الرئيس العاجي الحسن واتارا ورئيس الفيفا السويسري جاني إنفانتينو، فانطلقت البطولة بحفل استمر أكثر من 30 دقيقة بقليل قبل مباراة الافتتاحية بين ساحل العاج وغينيا بيساو ضمن منافسات المجموعة الأولى.
وأدى شبان وفتيات ارتدى معظمهم قمصاناً بالألوان البرتقالية والخضراء والبيضاء المميزة لعلم ساحل العاج، عروضاً فنية وهم يحملون عصيان خشبية، فيما سار آخرون بملابس إفريقية تقليدية وهم يقرعون الطبول.
وشكّلت قنابل الدخّان ألوان علم البلاد فوق العرض الفني الصاخب لثوانٍ.
وقدّم مغني البوب الكونغولي الفرنسي دادجو عرضاً غنائياً، تفاعل معه الجمهور بالتصفيق والصيحات والرقص أحياناً، قبل أنّ تنضم له الفنانة النيجيرية يامي ألايد، ومغني الراب المصري متعدد المواهب محمد رمضان.
واختتم الحفل بعرض مجسم كبير للكأس الذهبية للبطولة توسّط أعلام المنتخبات المشاركة.
وتقام النهائيات بمشاركة 24 منتخباً للمرة الثالثة، بعد النسخة الماضية في الكاميرون 2021 (مطلع 2022) ومصر 2019، وهو ما يشكّل تحدياً لوجستياً كبيراً للبلد الفرنكفوني الواقع في غرب إفريقيا.
ولم يُتوّج أي منتخب على أرضه منذ مصر عام 2006، وما فرض هذا الواقع استضافة النهائيات من دول متواضعة فنياً على غرار أنغولا والغابون وغينيا الاستوائية.
واستهلت ساحل العاج مشوارها نحو لقبها القاري الثالث بفوز مستحق على غينيا بيساو 2-0، وسجل سيكو فوفانا (4) وجان فيليب كراسو (58) هدفي المباراة.
وتستهل مصر مبارياتها في كأس أفريقيا اليوم الأحد، في أبيدجان بمواجهة موزمبيق، الفريق الذي يعدّه المصريون فألاً حسناً، إذ أحرزوا اللقب ثلاث مرات حين واجهوه سابقاً، فيما تبحث غانا ونيجيريا عن بداية قوية بتجاوز الرأس الأخضر وغينيا الاستوائية على التوالي.
ويضم المنتخب المصري بقيادة المدرب البرتغالي روي فيتوريا تشكيلة قوية يقودها جناح ليفربول محمد صلاح وهداف نانت الفرنسي مصطفى محمد ولاعب اينتراخت فرانكفورت الألماني عمر مرموش، فضلاً عن أسماء قوية مثل لاعب وسط آرسنال الانكليزي محمد النني ونجوم الدوري المحلي ولاسيما لاعبي النادي الأهلي بطل إفريقيا وعلى رأسهم الحارس محمد الشناوي والمدافع الشاب محمد عبد المنعم.
ولحساب المجموعة ذاتها وعلى الملعب عينه، سيسعى منتخب غانا، النجوم السوداء، أبطال إفريقيا أربع مرات آخرها في 1982.
ولدى غانا كل الإمكانات للذهاب بعيداً بقيادة المدرب الإيرلندي كريس هيوتون ونجوم من طينة جناح وستهام يونايتد الانكليزي محمد قدوس، و لاعب وسط لنس الفرنسي ساليس عبد الصمد ومهاجم أتلتيك بلباو الإسباني إينياكي وليامز.
وتخوض الرأس الأخضر البطولة للمرة الرابعة على أمل أن تتجاوز دور المجموعات مجدداً.
ويعتمد المدرب المحلي بيدرو بريتو على تشكيلة معظمها من المحترفين في أندية متواضعة في البرتغال.
في المجموعة الأولى، تريد نيجيريا، الفائرة باللقب 3 مرات آخرها في 2013، أنّ تتفادى مفاجآت غينيا الاستوائية المعتادة قبل صدامها مع ساحل العاج المضيفة الخميس.
وتضم تشكيلة النسور الممتازة ترسانة هجومية فتّاكة، ويزامل فيكتور أوسمين، أفضل لاعب إفريقي 2023، صامويل تشوكويزي (ميلان الإيطالي) وكيليتشي إيهياناتشو (ليستر سيتي الإنكليزي)، فيما ستغيّب الإصابة فيكتور بونيفاس (باير ليفركوزن الالماني) وعمر صادق (ريال سوسيداد الإسباني).
ولنيجريا باع طويل في هذه البطولة القارية إذ أحرزت لقبها ثلاث مرات (1980 و1994 و2013)، فيما حلّت وصيفة في أربع مناسبات (1984 و1988 و1990 و2000).