الثورة – بشرى حاج معلا:
يقال: إن اختراق أسرار الكون مثل قراءة عقل الإله، فما بين زخم الحياة وصمت الطبيعة يجب أن نقف ونتأمل.
في الحياة نحن لانفلس فجأة فلدينا تسلسل من لحظات الإفلاس الحاضرة، ولايمكن لأحد أن يصبح قائداً عظيماً أو بصحة جيدة فجأة.
كما لايمكن أن ننجز هدفاً أو نتوصل إلى أي حل فجأة، فنحن لدينا سلسلة من القادة العظام أو الآباء الرائعين، أو سلسلة لحظات حالية موفورة الصحة، فقط عندما يكون لدينا زخيرة وخبرة كافية في القرارات الحياتية.
ولكن هل هذا ما يحدث حقيقة.. وهل تعكس القرارات المتخذة صحة التفكير السليم..؟
الواقع الراهن يؤكد عبثية التفكير.
عندما نقرر أن نتناول فن إدارة التفكير فمن الأجدى المرور بالواقع الراهن حتى لا يتهم قلمنا بالمثالية الخيالية، ولهذا كان مرورنا عبر بعض الحواجز أمراً لاغنى عنه..
إحدى المعلمات عندما سمعت بما نسطر من حروف عقدت حاجبيها وأردفت بسؤالها.. ترى لما تبقى أكثر الأسواق بلا زبائن .؟!
أليس من الأجدى أن تصبح الرواتب أكثر قيمة ليتمكن المواطن من التجوال وشراء مستلزماته الأساسية فقط، بما ينعكس على إنعاش حركة الأسواق.. فهي أيضاً تعكس إدارة تفكير لإنعاش حركة السوق المحلي.!!
أحد الأطباء تناول الموضوع بجدية، وأكد أن معظم المرضى- إن لم نقل الأكثرية- هجروا عيادات الأطباء.. وأكثر أصحاب الأمراض المزمنة تخلوا عن أدويتهم لأسعارها الكاوية بالنسبة لدخلهم الثابت، وهذا كله يصب في سوء إدارة التفكير والتسويق والصحة معاً.
أما أصحاب القلم وبعض الأصدقاء، الأكارم فلم يثنيهم قلة الرصيد عن متابعة ما ثبت في فؤادهم من مبادىء على الرغم من ضيق الوقت والحال والكلمات التى لا تخرج إلا بعد فلترتها لعجزهم عن تبيان الحقائق في مجتمع باتت المصالح قبل الصالح العام، ما ينعكس ويسبب أيضا خللاً في إدارة التفكير وإدارة العمل الإعلامي الحق إن أردنا الإنصاف..
المرشدة الاجتماعية أنعام غانم ضمن إطار كل ما سبق أضافت بقولها لـ “الثورة”:
نحن نحقق النتائج عندما نركز على اللحظة الحاضرة.. وتعتمد النتائج التى نحققها سواء كانت سيئة أو جيدة أو مهمة على ما نركز عليه فى اللحظة الحاضرة، ففي العموم لدينا نفس درجات الإحباط والخبرات مراراً وتكراراً مع مختلف الوظائف، والشركاء، والعملاء، والعمال، والموظفين، والأطفال، والأزواج..
فنحن نستمر فى ارتكاب نفس الأخطاء بشكل أساسي، ولكن يجب أن نساعد أنفسنا على تعلم أفضل الممارسات وأحدث أساليب وأنظمة الإدارة وآليات العمل والأساليب وطرق التفكير.
لكن ما يمنعنا من التقدم في أكثر الأماكن هو سوء إدارة التفكير إذا ما قلنا العجز في إدارة الخطط والأهداف.
ففي النهاية لاتصح الفلسفة على جائع فهو يريد اللقمة لا الحكمة.
وإن لم يتم توجيه التفكير كما هو لازم فلن يحدث تغيير واقعي حقيقي وذو مغزى.
في الختام..
يمكننا القول: إن الاكتشاف الرائع بخصوص إدارة التفكير وما يدور فى عقولنا هو ما يقود للنتائج.
إن معتقداتنا وتصوراتنا وتوجهاتنا وغاياتنا وحماسنا ومقاصدنا.. أفكارنا هي التى تقود قاطرة تصرفاتنا. فبإمكاننا أن نختار أن نكون على وعي بأفكارنا، وعلى وعي بما تنطوى عليه هذه الأفكار لأنها تقود أفعالنا وقدراتنا نحو ابتكار طرق إبداعية لتحقيق نتائج رائعة.. وربما ما نحتاجه حقاً وقبل أي مبادئ نظرية لا تمت للحقيقة بصلة هو النظر بإمعان للواقع الذي أدخلت إليه الأصفار من كل مكان حتى باتت لغة الأصفار غير واضحة وغير مفهومة لأصحاب الدخل المحدود في زمن باتت التكنولوجيا والمعلومات الرقمية تتحدث بطلاقة، عوضاً عن البحث عن استراتيجيات تفكير تعزز القيم والقدرات وتبعث في الواقع الحياة، بعيداً عن التشويش والمعتقدات ونمط التفكير السائد.