الملحق الثقافي- ياسمين درويش:
على الرغم من بساطة الإعلام الموجه للطفل، إلا أن الكثير من الصعوبات تعترض طريقه، فعلى الإعلامي أو الكاتب أن يتوخى الحذر في اختيار موضوعه ليكون هادفًا تربويًا مفيدًا للطفل، يجذب الطفل ويحاكي أحلامه وهواياته، ومع اقتراب العطلة الانتصافية تكثر النشاطات الموجهة للطفل، كالمسرحيات الموجهة للطفولة وهي مسرحيات لطيفة ذات قيمة فنية عالية فيها ما يبهر الطفل كالرقصات والأغنيات والموسيقا وفيها الكثير من العبر.
كذلك فإن هدية النجاح للطفل من المفضل أن تكون مجموعة من القصص الملونة التي تثري معلوماته وتزيد من حصيلته اللغوية، وهي متوفرة بكثرة في وطننا سواء في المكتبات أومعارض الكتاب المخصصة للطفل ومعظمها وإن لم يكن جميعها كتب ذات قيمة أدبية وفنية عالية.
أما عن البرامج التلفزيونية الموجهة للطفل فإني أراها غير كافية، فالطفل بحاجة إلى رصد نشاطاته وتغطيتها إعلامياً وإلقاء الضوء على هواياته، والتركيز على آراء الطفل ضمن مقابلات بسيطة وسريعة، ولكن برامج الأطفال في وطننا بمعظمها راقية هادفة.
وهنا يحضرني بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي تتاجر بالطفولة لتزيد الأرباح والمشاهدات، فنجد طفلة في السابعة تنادي طفلاً في التاسعة ب(زوجي الحبيب) لتعالج اللوحة التمثيلية مشكلة لا تهم الطفل لا من قريب ولا من بعيد لتبعده عن عالم الطفولة البريء البهي فتدخله في عالم لا يهمه هو عالم الكبار المليء بمشاكل لا تعنيه.
ونجد على مواقع التواصل الاجتماعي أغنيات موجهة للطفل لا تفيده ولا تضره، وهي عبارة عن كلمات لا معنى لها.
ولكن على المقلب الآخر نجد بعض المواقع الإلكترونية تعنى بثقافة الطفل وجيدة ومميزة على ندرتها، كذلك نجد الأغنيات الهادفة.
أما عن المجلات الموجهة للطفل في وطننا سورية فنجد مجلتين راقيتين شهادتي بهما مجروحة هما مجلتي شامة وأسامة، فأنا أراها مثالاً للمجلات الراقية الموجهة بكل عناية للطفل، ففيهما المواضيع الهادفة المتنوعة والقصص الجميلة والقصائد الجزلة والرسومات البهية المميزة.
أختم مقالي بالقول: إن الإعلام السوري وعلى الرغم من جميع المصاعب التي تحيق به هو إعلام راق ومدروس، ومن دواعي فخري وسروري أن لي مساهمات فيه بكتاباتي البسيطة المتواضعة.
العدد 1174 – 16 -1 -2024