عبر التاريخ السوريون في كل مكان يضعون بصمتهم على جدار الزمن، يكتبون وجهاً آخر للحياة، العامل والطبيب والفنان …إلخ يقدمون ويبدعون، لا يلتفتون إلى الوراء، بل يسيرون قدماً في اتجاه تحقيق أهدافهم وطموحاتهم التي لاتعرف التوقف.
السوريون ساطعون كما الشمس، أوجعتهم الحرب لسنوات لكن مازادتهم إلا إيماناً بالوطن ورسالته، وخلوده والقدرة على العطاء، لدرجة أينما كنت وأينما سرت ستجد ما هو أصيل وجميل وحضاري… وهذا ليس بغريب فهذا الوطن الذي أنجب المبدعين، هو نفسه الذي اخترع الأبجدية الأولى وصاحب أقدم نوتة موسيقية، وهو مهد الديانات السماوية.
نعم، على مدى الأيام الماضية شهدت الساحة الثقافية والفنية حضوراً سورياً مهماً، فمثلاً خلال مهرجان المسرح العربي الذي أسدل الستار عنه منذ أيام حقق السوريون حضورًا مهماً على هذه الخشبة، حصدوا الجوائز، وأثبتوا جدارتهم من خلال ماقدموه من إبداع … أيضاً في الأمس القريب كُرمت سنديانة الدراما الفنانة منى واصف خارج القطر عن إنجازاتها في العمل الفني عبر سنين طويلة فكانت الحصيلة كبيرة جداً.
ليس ما نراه هو من قبيل المصادفة، بل نتيجة عمل، ومثابرة، وتعب سنين حتى وصلنا إلى هذه الصورة، نرسم اليوم ملامح غدنا، لنعلن أن سماءنا مكان لكبريائنا، وأرضنا حقول قمح وثراء ونماء.
السوريون يعبرون من عام إلى عام، ويخطون عطاءاتهم على قائمة التاريخ، السوريون اليوم كما كانوا في الماضي أقوياء أشداء يضحون بأغلى ما يملكون كرمى لعيون سورية.
الفرح والأمل والعطاء هم صناعتنا، حرفتنا، ومن لايتقنهم لا يعرف لوناً من ألوان الإنسانية أو الحضارية، هذه المشاهد والتكريمات والأفراح منطلق لكل واحد منا ليصنعها، ولتعم علينا وعلى وطننا الذي نكبر به، وطننا الذي سيبقى بخير مادام فيه صناع الفرح الحقيقيون.