“الخيال العلمي هل يتأخر؟”

في القرن الحادي والعشرين شهدنا ثورة علمية هائلة تفوقت على خيال كثيرٍ من الروائيين، وصنّاع أفلام الخيال العلمي بعد تقدمٍ كبيرٍ في مجالات التكنولوجيا، والفضاء، والحوسبة، والعلوم البيولوجية، وغيرها.

ففي مجال التكنولوجيا شهدنا تطوراً للذكاء الصناعي، وتعلّم الآلة حتى أصبحت الحواسيب قادرة على معالجة كميات هائلة من البيانات، وتحليلها بسرعة فائقة. كذلك تقنيات (الروبوت)، والأتمتة التي أصبحت قادرة على تنفيذ مهام معقدة، والتفاعل مع البشر بشكل أكثر ذكاءً.. وغير ذلك كثير مما لا يمكن في هذا السياق حصره سواء في علوم الفضاء، أو البيولوجيا، أو الصناعة، أو الطب، الخ…

إذاً وبشكل عام، فالتطور العلمي الذي شهدناه في القرن الحادي والعشرين بات يتجاوز، بل ويسبق الخيال العلمي الذي اعتدنا عليه في الأعمال الأدبية، والسينمائية.. والتقدم الذي تحقق فتح أفاقاً جديدة للإبداع، ومع استمراره يمكننا توقع المزيد من الاكتشافات، والابتكارات التي ستغير وجه العالم.

هذا يجعلنا بدوره نطرح تساؤلاً مهماً حول مصير الخيال العلمي، وما إذا كان قد أصبح فعلاً في مأزق، أو أنه فقد قدرته على التفوق، والابتكار في ظل تقدم العلوم، وتحقيق مزيدٍ مما كان يُعتبر في السابق مجرد خيال علمي؟.

لا.. بل إنه على الرغم من هذا التقدم العلمي الهائل لا يزال الخيال العلمي يحتفظ بدوره المهم، والحيوي إذ إنه يشجع على التفكير الابتكاري، ويفتح آفاقاً جديدة للإبداع، والتطور. كما أنه يساهم في تحفيز العلماء، والمهندسين، والمخترعين على استكشاف مجالات جديدة، والبحث عن حلولٍ للتحديات التي تواجه العالم.. فعندما يتخطى العلم حدود المعرفة الحالية، يأخذنا الخيال العلمي إلى فضاءات غير مألوفة، ويجعلنا نتساءل: “ماذا لو؟”.. وهذا التساؤل بحد ذاته يفتح لنا الباب لاكتشافات جديدة، وابتكارات مدهشة.

مازال الخيال العلمي يعكس تطلعاتنا، وآمالنا للمستقبل. فمن خلال الأفلام السينمائية، والروايات الخيالية، نستطيع تخيّل عوالم مستقبلية مذهلة، ومبتكرة، وهذا بدوره يلهم، ويشعل الشغف لتحقيق تلك الرؤى، ويعطي الأمل، والإيجابية بأننا قادرون على تحويل أكثر الأفكار جرأة إلى حقيقة واقعة.

وعلى نحو آخر مناقض نجد أن بعض الناس يتهمون الخيال العلمي الجديد بأنه بدأ يفقد جزءاً من سحره، ومفهومة الأصلي.. وعليه يمكن القول: إن هذا الواقع المتقدم من التطور العلمي، وذاك التقني الهائل الذي وصلنا إليه إنما قد وضع تحدياتٍ جديدة أمام الخيال العلمي يجعل لزاماً على كتّابه أن يكونوا أكثر جدّية عند محاولة الاقتراب منه بما يدفع بهم إلى مغامرة لابد أن تكون محسوبةً بمزيدٍ من الاطلاع، والمعرفة، وعدم الاستسهال إن لم نقل الدرس، والاجتهاد.

وإذا كنا نرى التطور العلمي والتقني كفرصةٍ لتعزيز الخيال العلمي، وازدهاره، وتوسيع آفاقه وتجديدها، وليس كعوائق له فإنه لن يعود في مأزق ذلك لأنه لا يقتصر على تصور المستقبل فحسب، بل لأنه يتعامل أيضاً مع القضايا القائمة، والتحديات الاجتماعية، والأخلاقية التي نواجهها، والعديد من المشكلات التي لا تزال عالقة بلا حلول.

ومادام هذا الأدب الخيالي يستبق برؤية تنبؤية الأحداث والوقائع، وما يمكن أن يصل إليه الإنسان من مخترعات، ومكتشفات فإن التطور العلمي، ومعه التقني لابد أن يعملا لصالح الخيال العلمي بدلاً من أن يُعتبرا تهديدًا له، بل فرصة لتعزيزه، وتوسيع آفاقه.

وهذا يعني بالتالي أن لدينا المزيد من المجالات التي يمكن للخيال استكشافها، وتطويرها لتصبح التكنولوجيا الحديثة، والاكتشافات العلمية في خدمة الخيال العلمي، مما يعزز تجربة القصص، والروايات، والأفلام، والألعاب الإلكترونية.. ويساهم في تحقيق أفكار، ومفاهيم كانت في الماضي صعبة التنفيذ. فمن خلال التقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، يمكن للخيال العلمي أن يأخذنا إلى عوالم غير مسبوقة من التفاعل، والتجربة، ونحن نرى ذلك يتحقق بالفعل في الألعاب الإلكترونية، والأفلام السينمائية، والمسلسلات التي تجمع بين الخيال العلمي، والتقنيات الحديثة لإنشاء تجارب مثيرة، بل مدهشة.

 

 

آخر الأخبار
بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة