صحيح أنه عالم رقمي وافتراضي نختبىء فيه وراء شاشاتنا التي غدت شرايين لا يمكن الاستغناء عنها، وإذا ما توقفت لثوان نصاب بالجلطة النفسية، وربما يصل الأمر بنا إلى الدموية.
هذا العالم فيه كل ألوان الجمال والشرور معاً، ولكن الأكثر انتشاراً الآن ما يسمى الاحتيال الرقمي.
منذ أكثر من سبع سنوات كنت شاهداً على واقعة نصب جرت ..شاعرة سورية سألتني عن دار نشر سورية لتقديم مجموعتها الشعرية …وقدمت لها أسماء أكثر من دار ..لكنها بعد عدة أيام كتبت إلي: سوف أطبعه في مصر..وسوف يرسلون لي ما أريد …حذرتها من أن هذه عناوين وهمية، وسوف تفقدين المجموعة لم تقتنع أرسلتها جاهزة مخرجة ..فوجئت بعد ساعات بحظرها من قبل من أرسلت إليه المجموعة ..وتم إلغاء الصفحة ..
الحكاية تكررت مع أكثر من شاعر أو كاتب…قد يسأل أحدهم: وما الفائدة من قرصنة ديوان شعري ؟
ببساطة ثمة متاجر لبيع مجموعات شعرية جاهزة لهواة حملة الألقاب ممن لا يعرفون فك الحرف ولكنهم في الفضاء الأزرق صاروا شعراء وشاعرات، ويمنحون ألقاباً من الدكتوراة إلى ابتكار جديد اسمه نوبل العالمية تقليداً لنوبل الأصلية..
ناهيك بألقاب سفير السلام والمحبة ووصل الأمر بأحدهم أن يمنح (وساماً).. نعم الوسام الذي لا يمنحه أحد إلا رؤساء الدول ..
وقصص النصب في المشهد الإبداعي أقل كلفة مادية من قصص البيع والتجارة، ولكنها الأكثر فتكاً في المشهد الثقافي..وهل نروي قصة تلك المبدعة الفيسبوكية التي وقعت في شرك دعوة أحدهم إلى مهرجان مهم ..لكن لا مهرجان ولا لقاء وكان ما كان …مشهد النصب الإلكتروني ينتشر كما النار في الهشيم فهل من رادع له..؟