تلقى منتخبنا الوطني وجماهيره جرعة دعم وأمل كبيرة بعدما أعلن العكيد عمر السومة تراجعه عن قرار الاعتزال، وأنه لن يبخل على بلده بنقطة عرق، وجاءت هذه بعد جرعة دعم سبقتها بتأهل تاريخي للمرة الأولى للدور الثاني بكأس آسيا، والآن بعد هاتين الجرعتين حان لنا أن نجلس لنتكلم عما حدث خلال الدور الأول.
منتخبنا بدا جيداً جداً من ناحية القتالية والروح العالية خصوصاً خلال مباراة الفصل مع الهند فقد شاهدنا منتخباً لامعاً لا ينقصه سوى لمسات السومة القاتلة والتي افتقدناها وشعرنا بالحسرة عليها طول المباريات الثلاث والتي لا نبالغ إن قلنا أنها كانت ستنتهي كلها لصالحنا لو كان العكيد حاضراً، وبالتالي كنا في الصدارة ولم نحتج للاصطدام مبكراً بأحد المتصدرين الأقوياء.
على فكرة (لو) هنا لا تفتح عمل الشيطان_ بل هي نقطة ارتكاز لقراءة الأخطاء التي منعتنا من الصدارة في مجموعة عادية أقواها أستراليا ذات الدفاع الكرتوني، وفي مجال قراءة الأخطاء فإن كل أنواع العدسات والمجاهر ستتجه حتماً إلى الأرجنتيني القادم من وراء البحار، فما الذي فعله كوبر وحرمنا من الصدارة المستحقة؟
أول ما أصاب به (فيروس كوبر) إذا قلنا على سبيل التشبيه لا أكثر جسد منتخبنا هو حرمانه من دستة أهداف كانت كلها محققة على إحدى قدمي السومة وهو الآسيوي الوحيد الذي تنتهي الكرة في الشباك على أي من قدميه اليمنى أو اليسرى عدا القامة الأطول والخبرة الأكبر في نصف دستة أخرى من الرأسيات، وهو أمر يجمع السوريون أنه لا يمكن غفرانه للأرجنتيني الذي لم يبرر إلا بأن مزاجه من فعل ذلك !!
ثانياً فإن عقلية كوبر (المقروءة) دخلت بنفس التشكيلة لثلاثة مباريات فلم يكن على الخصوم أن يحللوا أو يحزروا بل عرفوا ماذا سيفعل في كل مباراة حتى أن الأمر تعدى ذلك بأنه أجرى نفس التبديلات إلا في المباراة الأخيرة فأشرك علاء الدالي نجم الفتوة السابق لدقائق أخيرة صنع خلالها هدف التأهل، ولو أنه أشرك الدالي في كل المباريات لجزمنا أنه كان لنا حديث آخر.
إصرار كوبر على بابلو الصباغ غريب عجيب، وهو يشبه الإصرار على الخطأ والعناد مهما كانت النتائج، فالصباغ لم يقدم المستوى المطلوب منذ أول مباراة، فهذا يؤكد الاختيار الخاطئ له عوضاً عن السومة، ولو ان الفرص التي جاءت للصباغ كانت لعمر لترجمها لأهداف وحسم التأهل مبكراً وليس بآخر دقائق رفعت لدى الجماهير السورية الضغط والسكر.
إذاً جرعتا دعم بعد ما اصطلحنا عليه بـ (فيروس) كوبر، عودة السومة والتأهل بقدم المخضرم خريبين الذي أنهى سأمنا وقلقنا من عدم فاعلية بابلو الصباغ، لكن ثمة أمور إيجابية علينا الإشارة إليها:
إنه أول فوز لمنتخبنا في كأس آسيا منذ انتصاره على السعودية في 9-1-2011، أي بعد 13 سنة و14 يوماً كاملاً.
كما أنها المرة الأولى التي يفوز فيها المنتخب في كأس آسيا بشباك نظيفة منذ الفوز على البحرين (1-0) في نسخة 1988.
هناك الدفاع الممتاز الذي قدمه منتخبنا حيث تلقينا هدفاً واحداً في ٣ مباريات ضمن كأس اسيا، وكل الشكر للعملاق أحمد مدنية.
تحية عمر خريبين لعمر السومة بعد الهدف تدل على عقلية محترفة لدعم الأيقونة وإيصال رسالة لمن لا يرونه أيقونة سورية.