تعلّمتَ الّشعر كي تكتب لفلسطين.. فقصفوها في منزلك

الثورة _ هفاف ميهوب:
عجز أعداء وطنه عن مواجهته، مُذ كان شاباً فتيّاً يتأبّط بندقيّته التي تحوّلت وبعد أن جاب أنحاء الغربة واللجوء، إلى قصيدةٍ تناضل كرمى قضيّتها.. قصيدةٌ تقاتل عدوّها بالكلمة، وتقاومُه بصداها الذي زعزع وجوده، وأرداه صريع غضبّها وبلاغتها.
عجزوا عن مواجهته لأنه متجذّر في أرضه، رغم بعده عنها، وهاهم اليوم وبعد رحيله، يقصفون منزله في دمشق، مؤكدين بفعلهم هذا تفاقم جنونهم وحقدهم ونقمتهم، ليس على الكلمة فقط، بل وعلى الأمكنة التي تنفّست أثرها..
إنه “خالد أبو خالد”.. الشاعر العملاق في عطاءاته، والباقي فينا رغم حقد المحتل، على قصائده ومواقفه ولوحاته…
مثلما تألّمت يوم رحل هذا الشاعر، تألمت اليوم بسبب قصف العدوّ لمنزله، ويعيدني ما حصل إلى لقاءٍ كنت قد أجريته معه، في حديقة هذا المنزل، وعندما عرّف بنفسه:
“أنا حجرٌ، ومن لغتي الجميلة يبتدعُ الشعرُ زلزالاً”..
أتذكّر هذا القول، وأسأل: يا ترى، هل كانت لغة كلّ شعراء فلسطين، هي من ابتدعت هذا الزلزال الذي شظّى المحتل، وبعثر كيانه في الأرض التي اغتصبها، فكانت الطاهرة التي توعّدت بالانتقام، بعد أن رأت الشّعر يعانقها ويضمّد جراحاتها؟..
ربّما، لطالما صرّح لي “أبو خالد” يومها: “تعلّمنا الشّعر كي نكتب لفلسطين، فهي الأم والحبيبة وشقيقة الروح، والعاشقة والمعشوقة التي لابدّ من عودتي إليها، وإن شاهراً سلاسلي”.
نعم، لهذا يتعلّم الشعراء الشّعر، بل يبدعون في كتابته واختيار مفرداته، وجعله سلاحاً يؤرّق العدو بنيران تصويباته..
يفعلون ذلك، لأن أغلبهم عاش المعاناة، وتنقّل ما بين جرحٍ وجرح، مفارقاً وطنه وأرضه، وأحبّة قلبه.. أيضاً، لأن أمّ كلّ منهم، هي الأرض التي رافقته، أو ربّما بقي مقيماً في قلبها، يستمدّ من صلابته الشجاعة التي ترافقه سلاحاً رافق “أبو خالد”، عندما كان شاباً داهم الجنود الاسرائيليين منزله، وسألوه إن كان لديه سلاحاً، فأجاب وهو يشير إلى والدته:
“نعم.. تلك هي المرأة التي ضغطت على زنادِ واجبي، تجاه نفسي وأسرتي ووطني، ومن ثمّ شِعري”..
بكلّ الأحوال، ما أراد “أبو خالد” أن يقوله: “علينا أن نستعد وأن نجنّد كلّ الإمكانيات، لإلحاق الهزيمة بعدونا وإجرامه المتواصل، وليس هناك من حلولٍ أخرى”.
هذا برأيه، واجب كلّ الشعراء المقاومين، وليس فقط الفلسطينيين، فالشّعر هنا يتناول قضيّة مركزية، وهو ما تعلّمه غالبية الشعراء العرب، ممن اتّفقوا وقناعته النضالية والشعرية:
“الوطن مستهدف بتجزئة التجزئة، والمشروع الامبريالي الصهيوني يسعى لجعلنا نقبل به، فهل نقبل؟!!..
طبعاً لا نقبل، فالقبول يعني الاستسلام، والمقاومة تعني حماية الوطن”.
أعلمتم الآن، لِمَ استهدف العدوّ الصهيوني منزل هذا الشاعر الكبير والعظيم في مواجهته؟..
أعلمتم لماذا قصف كلّ ما في بيته، الكتب واللوحات والألوان والأشياء والذكريات، بل وحتى أحجار الجدران التي تعلّمت من قصائده، كيف يبتدع الشاعر بلغته الجميلة زلزالاً؟.

آخر الأخبار
حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية المربون يطالبون بالتعويض.. خسائر كبيرة تطول مزارع الأسماك في اللاذقية الزراعة المحمية في منبج.. خطوة لتعزيز الإنتاج الزراعي وتحسين دخل الفلاحين تخفيض الراتب السنوي لمعوقي الشلل الدماغي في طرطوس محليات..بعد نشر "الثورة" تحقيقاً عنه.. مشروع ري الباب وتادف في صدارة أولويات الإدارة المحلية المدارس الخاصة في طرطوس عبء على الأهالي