حيروقة لـ «الثورة»: الكتابة للأطفال تحتاج إلى حساسية ترقى إلى ما هم عليه من نقاء وبراءة.. وتنقية مشهدنا الثقافي مسؤولية أخلاقية وطنية

الثورة _ عمار النعمة:
أديب مرهف الحس والمشاعر، كتب العديد من المجموعات الشعرية التي أثبتت حضورها، لكن كتاباته عن الطفل كان لها تأثير خاص بالنسبة لنا، ربط القول بالعمل، ففي كتابه الأخير أصرّ أن يحاكي الإنسان السوري وهواجسه عبر مقالات مهمة في مضمونها، لدرجة أنك تشعر بأنها تحمل رسالة واضحة وهي العمل والعطاء والبحث من أجل الحقيقة.. كيف لا، وهو الذي حضن في وجدانه ملامح الحياة فكان وما زال المؤمن بالجمال الإنساني والحضاري.. إنه الأديب عباس حيروقة الذي استضافته صحيفة الثورة فكان اللقاء التالي:

– أنت تكتب للكبار والصغار ما الفارق عندك؟
حتى اليوم لدي سبع مجموعات شعرية للكبار وثلاث للأطفال ما بين شعر وقصة، وكما لدي غير مخطوط معد للطباعة في هذا وذاك.. لاشك أن الكتابة بشكل عام مسؤولية كبيرة، فكيف إن كان شعراً وأعلى درجات المسؤولية حين نتوجه بخطابنا الشعري للأطفال، فثمة مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا، لاسيما بعد ما أُلحق بأطفالنا من تشوّه سمعي وبصري ونفسي خلال سنوات الحرب الطوال تلك.
نعم الكتابة لهم تحتاج إلى حساسية عالية جداً ترقى إلى ماهم عليه من نقاء وبراءة.. وكما قال شاعرنا الكبير سليمان العيسى ذات حوار معه بما معناه: علينا أن نقف على رؤوس أصابع أقدامنا حتى نصل إلى بعض ما هم عليه أطفالنا من نباهة وبراءة وعفوية ودهشة.
– هل الشعر هو الأكثر قدرة على إيصال الفكرة عند عباس حيروقة؟
لا.. وليس من الضرورة أن يكون الشعر هو الأكثر قدرة على إيصال الفكرة، فثمة أفكار لا تخدم الشعر كي يعمل على إيصالها، ربما يحتاج هذا إلى جنسي أدبي آخر كالقصة والمقالة، وفي كثير من الأفكار والمواقف نرى أن المقالة أكثر قدرة على تصديرها بشكل يخدم الفكرة والمتلقي والأديب بشكل عام، ولكن إن كان السؤال هل الشعر هو الأكثر قدرة على إيصال حيوية شعورك ومشاعرك، أقول لك نعم الشعر هو النهر الأكثر اتساعاً واستيعاباً لفيض روحي وشعوري ومشاعري.
-صدر لك كتاب “من أسئلة الشعر والحب والحرب.. من أسئلة الحياة، وهو عبارة عن مجموعة مقالات تحاكي الإنسان السوري وهواجسه ماذا تخبرنا عنه ؟؟
هو كتاب صدر مؤخراً عن دار المتن في العراق- ببغداد بلوحة غلاف هي إهداء من الصديق الفنان العالمي رائد خليل، كتاب يحتوي على أكثر من خمسين مادة منشورة في غير صحيفة لا سيما في جريدة الفداء الحموية في الزاوية الأسبوعية التي واظبت على كتابتها لأكثر من خمس سنوات، وأيضاً في جريدة النور هذا المنبر الحيوي الذي شكّل النافذة الأكثر اتساعاً لدخول أشعة الشمس إلى ردهات روحي وزواياها، لك مواد المنشورة وفي كثير منها جاءت على شكل صرخات في وجه كل هذا القبح الجاثم قبالتنا في وجه الفساد والإفساد في غير حقل ثقافي.. اجتماعي.. سياسي.. ديني الخ. مجموعة مقالات انتصرت من خلالها لأوجاع أبناء الرغيف وأسئلته المرة، لأولئك الشهداء الذين صعدوا تجاه بوابات الخلود باسمين لأبنائهم.. لأمهاتهم، مقالات سلطت من خلالها الضوء على بعض صور الفساد الثقافي وما يشوب المشهد من ترهل وتطاول على الإبداع الحق لا سيما الشعر..( للشعر بازاره وللشعراء أيضاً – من صور الفساد الثقافي السرقات الأدبية أنموذجاً.. الملتقيات الأدبية بين التردي والارتقاء – تجاه مشهد ثقافي معافى..الخ).
– خلال وجودك في اتحاد الكتاب العرب ما الذي قدمتموه خلال 2023 ؟
بدايةً لا بدّ من التأكيد على أن اتحاد الكتاب العرب هو مؤسسة ثقافية جداً راقية ومن البداهة أن تُعنى بالشأن الإبداعي، وأن تعمل على تأسيس منظومة معرفية ثقافية وطنية تليق بالمواطن السوري وتاريخه، ولا شكّ أن الأدباء والكتاب والشعراء في هذه المؤسسة واعون لمسؤولياتهم الوطنية تلك فكان لهم طوال هذه السنوات سنوات الحرب الدور الكبير في الكشف عن ما يحاك من خطط كانت ترمي إلى إلحاق الدمار والخراب وتفتيت سوريتنا والمنطقة بشكل عام، ورسم خارطة جديدة بجغرافية جديدة، الهدف منها إضعاف المنطقة وشعوبها وجعلها مسلوبة الإرادة خاضعة وخانعة لمشاريع أميركية وإرادات دولية، ولا شكّ أن جزءاً ما من هذا المخطط نجح وثمة عوامل لسنا في وارد الحديث عنها ساهمت في إنجاحه.
نعود ونقول إن اتحاد الكتاب العرب بأعضائه بجمعياته عمل وما زال على كشف الحقائق وتوثيق بطولات شعبنا وصموده من جهة، ومن جهة ثانية يعمل على ترميم ما تخرب وتشوه لدى المواطن السوري من خلال العمل على تعزيز ونشر ثقافة المحبة والخير والجمال والانتماء.. هذا بشكل عام.. أما بشكل خاص فأرى أن المكتب التنفيذي في دورته هذه وفي العام المنصرم 2023 نجح في أن يكون أكثر قرباً من أعضاء الاتحاد وأكثر انفتاحاً على الجميع، كما عمل ما استطاع على تحسين حال الأعضاء مادياً من خلال زيادة تعويض الاستكتاب والضمان الصحي وما شابه على أمل مواصلة الدعم بشكل أكبر بكثير مما حصل لاسيما ما نشهده من انفلات كبير في الأسواق قاد إلى غلاء مرعب ومخيف حوّل المواطن إلى إنسان عاجز عن تأمين ألف باء الحياة.. كما نتمنى أن ننجح كأدباء وكمؤسسة ثقافية في أن نكون الصوت الحقيقي للمواطن السوري كوننا كما قيل عنا :ضمير الأمة.. علينا أن نقوم بدورنا الأخلاقي وأن نكون أكثر وفاءً لهذا المواطن الصامد الذي قدم كل ما يملك في سبيل وطنه ..في سبيل أن يعيش حراً كريماً وأن ننتصر له في وجه كل هذا الفساد ورموزه وكشف ما يمارس بحقه.. وأن نعمل على فضح كل فاسد ومحاكمة كل من يتلاعب بقوت يومه وعلى الملأ.
– ثمة استسهال في كتابة الشعر خصوصاً في وسائل التواصل الاجتماعي؟ ما رأيك بهذه الظاهرة؟ وكيف يمكن ردعها ؟
لاشكّ أن هذه صورة من صور الفساد الثقافي الذي تناولته بالحديث غير مرة ومن على غير منبر.. قبل نقد هذا العالم الافتراضي، العالم الأزرق عالم الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي علينا نقد المشهد الثقافي وما نعيشه ونعايشه على مدار الساعة.. نقد ما يقدم على المنابر الثقافية وما ينشر في صحفنا مما يسمى شعراً أو قصة وما شابه.. علينا متابعة ما يعرض هنا وهناك من برامج ثقافية على شاشة التلفزيون، كل هذا يعكس شيئاً واحداً وهو سوية القائمين على تلك المنابر وما هم عليه من ضعف وهشاشة، علينا أن نعمل على وضع معايير جديدة تمكّن هذا من استلام منبر ثقافي وذاك من إدارة ملتقى أدبي ..الخ
علينا أن نكون أكثر إنصافاً لإنسانيتنا.. لذائقتنا.. لأخلاقيتنا.. أن نكون أكثر جرأة في تعرية الفاسد المتطفل السارق وأن نحفظ ما تبقى من ماء وجه للأدب وللشعر وللمؤسسات الثقافية.. أن نبتعد عن المحاباة وعقد الصفقات مع أشباه المواهب وتمريرها لمنافع شخصية هزيلة.. الأدب مسؤولية كبيرة وتنقية مشهدنا الثقافي عامة والشعري خاصة مسؤولية أخلاقية وطنية إنسانية تقع على عاتق كل صاحب موهبة حقة.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة