الثورة – آنا عزيز الخضر:
عندما يتعمق العمل المسرحي في الجانب الاجتماعي، ويقدم حاﻻت واقعية عديدة عبر محاوره الدرامية، ليكشف عن بشاعتها، فإنه يقدم دعوة مباشرة لمحاربة هذه السلبيات الاجتماعية، التي تنعكس بشكل أو بآخر على الفرد والمجتمع، معلناً انحيازه للجانب المشرق، ليتجلى هنا دور المسرح في رسالته الأشمل في كل المجاﻻت الحياتية، مثلما ركز العمل الفني “طريق النحل” تأليف وإخراج عصام علام على تبعات الزواج المتسرع، والنتائج المترتبة على خيار المرأة الخاطئ لشريك حياتها، وانعكاس ذلك على شخصيتها وأسرتها.
يدور العرض حول خمسة نساء لنماذج مختلفة، كما أوضح العرض سبب اتخاذ الفتيات قرار الزواج، منها ما كان مبنياً على العاطفة، وآخر كان قائماً على الوضع المادي، بغض النظر عن أي سبب آخر، أيضاً ركز العمل على المرأة، التي تنازلت عن حقها، وضحت من أجل أسرتها بعد الزواج، على الرغم من التخلي عنها، وبعضهن كان القرار من أجل الهروب من ظروف الأسرة، لينعكس كل ذلك على الفرد الأهم في الأسرة، ألا وهي المرأة- الأم- لينعكس بدوره على شخصيتهن، وعلى حياتهن ككل.
حول العرض تحدث المخرج علام قائلاً: في هذا العرض أجسد أيضاً شخصية الرجل الوحيد في العمل، أما فكرة العمل تندرج في إطار اجتماعي تنويري، فيه الجدية إلى جانب بعض الكوميديا لعرض العلاقة، التي تربط الشباب مع الفتيات في عمر الزواج، وتبعات اتخاذ القرار الخاطئ، بعيداً عن الأسس السليمة، ما يترك أثره على بناء حياة أسرية صحيحة.
عمل “طريق النحل” بشكل عام يحاكي واقع المرأة في المجتمعات العربية من حيث نظرة المجتمع لكيانها.. ويلقي الضوء على مسألة الحب عند المراهقات، والتي تؤدي بهنّ إلى اختيارات خاطئة.. كما يعالج العرض طرائق تفكيرهن.
وكذلك مسألة الفشل باختيار الشريك، حتى من دون الحب، ويدعوهن للانتفاضة على واقعهن و العودة لنقطة الصفر، حتى لو عشن تجربة الفشل والبدء بحياة جديدة.
وأضاف: العمل كان ضمن قالب جدي، تداخلت معه مسحة من الكوميديا. شارك فيه خمس ممثلات وممثل واحد وهو شخصية آدم، و قد مثلت أنا هذا الدور.